تناول كاتب لبناني شيعي في موقع "جنوبية" المعروف بمعارضته لسياسات
حزب الله، "الرأي الشرعي" للحزب من التنسيق بين
روسيا وإسرائيل بخصوص عمليات الأولى في
سوريا.
وأورد الكاتب في الموقع، عماد قميحة، أن حزب الله من أجل محاربة
السعودية عدوه الأول والأخير في سوريا، فإنه لا يرى أي إشكال "شرعي" في تقبل أي وسيلة تساهم في تحقيق الغلبة عليه، حتى لو كانت هذه الوسيلة هي انضمام إسرائيل إلى محور "الممانعة" عبر البوابة الروسية.
وأضاف: "من هنا نفهم إصرار الأمين العام لحزب الله وخلافا لما جرت عليه العادة في الليلة الأولى من محرم كل عام بعدم تناوله للأمور السياسية، من استحضار السعودية في كلمته، للتذكير بأنّها هي الآن تمثل العدو الأول والأخير".
وفي معرض تقريره أشار الكاتب إلى أن العلاقات الروسية الإسرائيلية "تاريخية ومتينة"، بدأت مع قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948، لافتا إلى أن إعلام حزب الله يسعى إلى تحريف الحقائق من خلال إظهار روسيا وكأنها جزء أساسي مما يسمى محور الممانعة، "الذي يحرص المنظرون له على أن يرسموا دائما خريطته الممتدة من حارة حريك مرورا بسوريا الأسد وصولا إلى طهران فموسكو".
وقال إن كل المعطيات تجعل من خبر الإعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا خبرا أكثر من عادي، وهي حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها.
ولفت إلى التبادل التجاري المتصاعد سنويا بين روسيا وإسرائيل، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا وجود ما يزيد عن مليون مستوطن من أصول روسية يعيشون في الأراضي المحتلة.
وبحسب قميحة، فإن الإعلان عن التنسيق الروسي والإسرائيلي في سوريا يفترض به أن يتسبب في إحراج "المحور الممانع"، مضيفا أن مثل هذا التحول وإن كان ليحدث صدمة إيجابية تستدعي وقفة مطولة وإعادة التفكر في التموضع الجديد الذي وصلت إليه "المقاومة"، إلاّ أنّه لم يحصل شيء من هذا.
وأكد الكاتب الشيعي أن اتجاه "بوصلة بندقية المقاومة" تم حرفه منذ فترة طويلة، واستبدل بالعداء لإسرائيل عداءات مذهبية لم تكلف قيادة الحزب الكثير من العناء؛ لأنها لا تحتاج إلاّ لإعادة شدّ العصب المذهبي عبر استحضار التاريخ، وقد نجح بذلك إلى حدّ كبير.
يشار إلى أن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، كشف في وقت سابق أن بلاده بدأت تدريبات جوية مشتركة مع إسرائيل بهدف "ضمان التحليق" في الأجواء السورية.
ونقلت وكالة "ريا" الروسية عن كوناشينكوف قوله الأربعاء الماضي: "نفذنا المرحلة الأولى من التدريبات على التعاون بين القوات الجوية الروسية والإسرائيلية من أجل ضمان تجنب الحوادث الخطيرة في سماء الجمهورية العربية السورية".
يذكر أن روسيا تنفذ غارات جوية في سوريا، تقول موسكو إنها تستهدف تنظيم الدولة، في حين تشدد المعارضة السورية ودول غربية على أن الغارات الروسية تستهدف جماعات المعارضة المسلحة والمدنيين لصالح نظام بشار الأسد.