"قد تكون
روسيا دولة عظمى نوويا، لكنها من دول العام الثالث إعلاميا وديموقراطيا"، بهذه الكلمات وصف المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء الأردني المتقاعد، الدكتور فايز الدويري الإعلام الروسي في ما يخص الغارات في سوريا.
وحول التصريحات "المبالغ فيها" عن نتيجة الضربات الجوية في سوريا قال الدويري لـ"
عربي21"، إن الإعلام الروسي، مشابه للإعلام العربي في حرب عام 1967.
ولا يصدق الخبير العسكري التصريحات الأخيرة حول عدد الطلعات الجوية الروسية، وحصيلتها، ونتائجها على الأرض، مؤكدا أنها تفتقر إلى المصداقية.
وكان رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال أندريه كارتابولوف، أعلن الأسبوع الماضي، أن القوات الروسية نفذت منذ 30 أيلول/ سبتمبر 669 طلعة جوية، 394 منها نفذت خلال الأسبوع الأخير.
ولم يدرج كارتابولوف الطلعات بدون طيار من ضمن الغارات، ليعلن أن متوسط الطلعات الجوية في سوريا يوميا ما بين 60 و80 طلعة جوية لروسيا وعدد مماثل للتحالف الدولي.
الخبير الدويري شكك بدوره بالأرقام التي قال إنها غير صحيحة، مؤكدا أن معدل الطلعات الروسية في سوريا لا يزيد على 40 أو 45 طلعة يوميا، أما طلعات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فقدرها بـ15 غارة يوميا على الحد الأقصى.
وأكد أن 95% من الضربات الجوية موجهة لفصائل المعارضة السورية، وأن الغارات القليلة على
تنظيم الدولة هي مجرد "ذر للرماد في العيون".
وعن إعلان روسيا قصف التنظيم في جسر الشغور قبل أيام، أكد الدويري أن التنظيم خرج من البلدة في نيسان/ أبريل 2014، وأن الذي استهدف هو جيش الفتح الذي يسيطر على المنطقة بعد خروج "الدولة" منها.
ويلحظ المتابع للمواقع الروسية مبالغة روسية كبيرة في تعظيم الدور الروسي في سوريا والعراق، وعناوين براقة تتحدث عن أسلحة "ذات قوة تدميرية عالية"، وأخرى تتحدث عن إرغام الولايات المتحدة على التفاوض بعد "تفعيل الدور الروسي في سوريا".
وفي آخر التطورات، قتلت الغارات الروسية 50 شخصا على الأقل، بينهم قيادي في الجيش الحر، وأصيب العشرات، بغارتين جويتين استهدفتا منازل المدنيين في ريف اللاذقية.
واستهدف الطيران الروسي قرية "بشرفة الغربية"، بالقرب من قمة النبي يونس في جبال الأكراد، بغارة جوية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فسارع الدفاع المدني وفرق الإسعاف وعدد من عناصر الفرقة الأول الساحلية والقادة إلى مكان الغارة لانتشال القتلى من تحت الأنقاض.
وبعد نصف ساعة من تنفيذ الغارة الأولى، عاد الطيران الروسي وقام بتنفيذ غارة ثانية مكان الغارة الأولى، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، بلغت الحصيلة الأولية حتى هذه اللحظة 50 قتيلا، فيما لا يزال الدفاع المدني مستمرا في انتشال الجثث، فيما لا يزال هناك أناس تحت الأنقاض، حيث دمرت الغارتان أكثر من 15 منزلا في القرية.