أحبطت الأجهزة الأمنية
الفلسطينية منذ بدء الشهر الجاري "ما لا يقل عن 30 عملية، خططت لها عدة فصائل فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية داخل الضفة وإسرائيل" بحسب ما نشره موقع المصدر الإسرائيلي في 14 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نقلا عن مسؤول أمني فلسطيني.
وأفاد المسؤول أن أجهزة الأمن الفلسطينية "ألقت القبض على المشتبهين الذين كانوا يخططون لعمليات إطلاق نار ووضع عبوات ناسفة، وهم أعضاء في حركتي
حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، مؤكدا أن "الرئيس محمود عباس يتابع شخصيا كل التطورات الأمنية، ويطلب وضعه في صورة هذه الجهود".
وتهدف هذه الإجراءات إلى "احتواء الانتفاضة الشعبية التي تتصدى للعدو الصهيوني" بحسب القيادي في
الجبهة الشعبية هاني الثوابتة، الذي أكد لـ"
عربي21" أن "كل محاولات
التنسيق الأمني؛ ما هي إلا خنجر في خاصرة الشعب الفلسطيني".
وطالب الشعب الفلسطيني بأن "يلفظ التنسيق الأمني ويجرمه"، قائلا: إن "الأرض الفلسطينية التي تروى على مدار اللحظة بدماء الشهداء؛ تؤكد أنه لا يجوز التواصل مع العدو، سواء بتنسيق أمني، أو إنساني".
وأضاف الثوابتة أن "القضية الفلسطينية التي غفل عنها العالم؛ باتت اليوم أمام "مرحلة جديدة من الثورة الفلسطينية، التي يجب أن تكون بمثابة خنجر في قلب الاحتلال حتى دحره عن وطننا".
"فتح": لا علم لنا
وحول تمكن السلطة الفلسطينية من إحباط العديد من العمليات ضد أهداف إسرائيلية؛ علق أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "
فتح" أمين مقبول بقوله: "لا علم لدي بذلك، ويمكن سؤال الناطق باسم الأجهزة الأمنية".
وقال مقبول لـ"
عربي21" إن ما تقوم به قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو "عدوان سافر، وجرائم ترتكب كالعادة من قبل حكومة نتنياهو وقطعان مستوطنيه"، موضحا أن الشعب الفلسطيني "يرد على تلك الجرائم بمقاومة أخذت أشكالا متطورة، وهذا حق لنا، والاحتلال سيدفع ثمن هذه الجرائم التي يرتكبها".
وحاولت "
عربي21" التواصل مع الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة، اللواء عدنان الضميري، لكنه امتنع عن الرد على الاتصال المتكرر "لأنه مشغول" بحسب ادعاء أحد مرافقيه.
الخلل في القيادة
من جانبه؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، إن ما قامت به السلطة "جزء متمم للمسار السياسي التفاوضي مع الاحتلال، والذي بموجبه أصبح التنسيق الأمني مقدسا".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال لن يتوقف، حتى لو اشتعلت الضفة نيرانا وانتفاضة، طالما بقيت القيادة الحالية على رأس العمل السياسي الفلسطيني".
ووصف سياسة التنسيق الأمني بأنها "أصبحت منبوذة ومحتقرة من قبل الجيل الجديد للشعب الفلسطيني"، مؤكدا أنها "ستقود هذا الجيل للتمرد على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، والثورة على إسرائيل، وعلى أدواتها الأخطر على الفلسطينيين من الإسرائيليين أنفسهم".
وقال أبو شمالة: "كل من يقف في وجه الانتفاضة والمقاومة؛ هو عدو للشعب الفلسطيني، سواء كان إسرائيليا، أو متعاونا مع الاحتلال".
خطاب سياسي
في المقابل؛ رأى المحلل السياسي سمير عوض، أن هدف السلطة من الحديث عن إحباط عشرات العمليات؛ هو "مخاطبة الجمهور الإسرائيلي، وإشعاره بأن السلطة الفلسطينية تقوم بدورها الأمني بشكل كامل".
واستبعد في حديثه لـ"
عربي21" أن تكون الأجهزة الأمنية الفلسطينية أو الإسرائيلية؛ قادرة بالفعل على إحباط عمليات مقاومة كبيرة مثل التي حدثت مؤخرا.
وتساءل: "كيف يمكن للأجهزة الأمنية الفلسطينية أن تعرف بنية تنفيذ عملية؛ إذا قرر شاب مع صديقه أن يقوما بهذا العمل؟".