قالت الحكومة الألمانية، الأربعاء، إن مسؤولية المحارق النازية تقع على الألمان وذلك بعد أن أثار رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلا قبل ساعات من زيارته لبرلين بقوله إن مفتي القدس الراحل الحاج أمين الحسيني هو الذي أقنع الزعيم النازي أدولف
هتلر بإبادة اليهود.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حين سئل عن تصريحات نتنياهو "كل الألمان يعرفون تاريخ سعار القتل الإجرامي العرقي الذي قام به النازيون وأدى إلى الانفصال عن الحضارة ألا وهو المحارق النازية."
وأضاف "هذا يدرس في المدارس الألمانية وعن حق ويجب عدم نسيانه أبدا، لا أجد مبررا لتغيير رؤيتنا للتاريخ بأي شكل. نعرف أن مسؤولية هذه الجريمة ضد الإنسانية مسؤولية ألمانية.. هي مسؤوليتنا نحن."
وفي كلمة ألقاها نتنياهو أمام المؤتمر الصهيوني الليلة الماضية قبل ساعات من سفره إلى برلين أشار إلى هجمات شنها مسلمون على اليهود في فلسطين في العشرينات وقال إنها جاءت بناء على دعوة من الحسيني مفتي القدس حينذاك.
وقال نتنياهو في خطابه "هتلر لم يكن يريد في ذلك الوقت إبادة اليهود.. كان يريد طردهم. والحاج أمين الحسيني ذهب لهتلر وقال إذا طردتهم سيجيئون كلهم إلى هنا ."
وأضاف أن هتلر سأل مفتي القدس حينها "إذن ماذا أفعل معهم؟" وأنه رد عليه "احرقهم".
ويقول اليهود إن النظام النازي في ألمانيا، أحرق ملايين اليهود في فترة "ثلاثينيات ومطلع الأربعينيات من القرن الماضي"، في أوروبا.
وادّعى نتنياهو أن الحاج أمين الحسيني، هو من ردد مقولة "إن اليهود يريدون تدمير المسجد
الأقصى".
وأضاف: "لذا فإن عمر هذه الفرية مئات السنوات، وقد أدت إلى الكثير من الهجمات. جبل الهيكل موجود والمسجد الأقصى موجود.. ولكن الفرية أيضا، لا تزال قائمة".
ويقصد نتنياهو بـ"جبل الهيكل"، هيكل النبي سليمان عليه السلام، الذي يقول اليهود إن المسلمين بنوا على أنقاضه المسجد الأقصى.
وشغل أمين الحسيني، منصب مُفتي القدس عام 1921، وكان أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في ذلك الوقت، وتوفي في القاهرة عام 1974.
وتشهد الضفة الغربية والأحياء الشرقية من مدينة القدس المحتلة، توترا كبيرا، منذ عدة أسابيع، حيث تنشب مواجهات بين الفينة والأخرى بين شبان فلسطينيين، وقوات الأمن الإسرائيلية.
واندلع التوتر بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.
ولاقت تصريحات نتنياهو رفضا كبيرا من قبل زعيم المعارضة الإسرائيلية "يتسحاق هرتسوغ"، رئيس حزب "المعسكر الصهيوني"، الذي اتهمه بـ"تزوير التاريخ".
وقال هرتسوغ في تصريحات صحفية، ردا على ادعاءات نتنياهو: "أقواله بأن المفتي دفع هتلر لقتل اليهود هي تشويه تاريخي خطير يجب تصحيحه فورا".
وأضاف: "لقد نسي نتنياهو أنه ليس فقط رئيس وزراء إسرائيل وإنما أيضا رئيس وزراء الشعب اليهودي".
وتابع: "ينبغي على ابن المؤرخ أن يكون دقيقا في ما يتعلق بالتاريخ"، في إشارة إلى أن والد نتنياهو (بن صهيون نتنياهو)، كان مؤرخا وخبيرا في قضايا "معاداة السامية".
وأشار هرتسوغ إلى أن أقوال نتياهو "تسقط مثل الثمرة في أيدي ناكري المحرقة النازية".
وأضاف: "لن يعلمني إنسان كائنا من كان، من هو العدو الكبير لإسرائيل، إنه هتلر".