وجه رئيس الوزراء الكندي المنتخب
جاستن ترودو التحية لسيدة مسلمة محجبة التقت به قبل الانتخابات، وقال: "هناك آلاف القصص التي أريد أن أحكيها لكم، ولكن هناك قصة بالتحديد أود أن أشركم فيها. في الأسبوع الماضي التقيت في سانت كاثرين مع أم شابة ترتدي الحجاب وقدمت لي ابنتها وقالت لي شيئا لن أنساه: أريد أن أصوت لكم حتى يكون لابنتي مستقبل تختار فيه حقها وأن الحكومة ستحميها".
وأضاف ترودو: "أقول لها وللمواطنين، لقد اخترتم حكومة جديدة تؤمن بعمق بتنوع بلدنا. ونعرف جيدا أن
كندا بناها ناس من كل أنحاء العالم من كل دين وينتمون إلى كل ثقافة ولغة".
وأضاف: "نعرف في قلوبنا أن التنوع في كندا هو رحمة منحنا إياها الجيل الأول من الكنديين الذين رفضوا التحيز وقاتلوا التمييز بكل أشكاله".
وكان الزعيم الكندي المحافظ ستيفن هاربر، قال إنه حين دعا في آب/ أغسطس لانتخابات مبكرة، كان يعتقد أنه سيفوز بولاية رابعة، وهو الذي يحكم كندا منذ عام 2006.
وجاءت مقامرته بناء على سجل حكومته الاقتصادي وتخفيض نفقات الحكومة الفدرالية وعدم خبرة منافسة جاستين ترودو، زعيم
الحزب الليبرالي، إضافة لحملة انتخابية شرسة وإثارة موضوعات جدلية مثل النقاب وارتدائه وقت أداء قسم الحصول على المواطنة.
واكتشف هاربر لسوء حظه في الحملات الانتخابية أن الناخب الكندي لم يعد يشتري ما يعرضه عليه، وأن هناك بديلا متوفرا عنه وهو مستعد لدعمه.
ورغم تقارب الأصوات والنسب بين الأحزاب الرئيسة (المحافظين والليبراليين والديمقراطيين الجدد) طوال الحملة الانتخابية، إلا أن الدفة بدأت تميل نحو الحزب الليبرالي الذي برز كمفضل لدى الجماهير، وأظهرت انتخابات يوم الاثنين انتصارا ساحقا له وانتقل من المرتبة الثالثة إلى الأولى.
وترى صحيفة "الغارديان" أن تصويت الناخبين لصالح التغيير بدلا من الحفاظ على الحزب الذي عرفوه منذ عقد تقريبا لم يكن مفاجئا. فعلى ما يبدو لم يعد الكنديون راضين بطريقة إدارة هاربر الانتقامية والكيدية والانقسامية وميله لتخفيض حجم الحكومة ونزعته الديكتاتورية في الحكم.
ولم يعد يدعم حكمه وبقاءه في الحكم إلا واحد من بين ثلاثة ناخبين، ولهذا تعاونوا على إخراجه من السلطة وانتخبوا الحزب الليبرالي.. وبهذا قضوا على آمال الديمقراطيين الجدد بترؤس أول حكومة كندية ذات ميول يسارية. ولم تنجح حملات المحافظين لتشويه صورة ترودو (43 عاما) بأنه ليس مستعدا للحكم. ولكن استطاع من خلال أدائه الجيد أثناء الحملة الانتخابية ووعوده الإيجابية كسب دعم الكنديين.
ويقدم ترودو رؤية مختلفة عن كندا، وكان هذا واضحا في رسالته عندما قال إن كندا ذات الخمسة وثلاثين مليون نسمة قد عادت.
وسيترك فوزه تداعيات دولية خاصة في ما يتعلق بسوريا والحرب في أوكرانيا. ولهذا فقد وعد باستقبال 24 ألف لاجئ سوري، وأخبر الرئيس باراك أوباما بأنه سيسحب المقاتلات الكندية التي تشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة، ولكنه سيبقي على المستشارين العسكريين الكنديين. ومن أهم ما يطرحه ترودو هو رؤيته الليبرالية لكندا المتعددة الأعراق والأديان.