أعلنت هيلاري
كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والمتنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة عام 2016، الخميس، أنها تتحمل مسؤولية ما حصل في الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية عام 2012.
وكانت القنصلية الأمريكية في بنغازي قد تعرضت لهجوم مسلح، عام 2012، أودى بحياة 4 دبلوماسيين أمريكيين، وذلك في الذكرى الحادية عشرة لهجوم 11 أيلول/ سبتمبر الذي وقع عام 2001.
وقالت المرشحة الديمقراطية، الخميس، في جلسة للجنة المختصة بقضية بنغازي التابعة للكونغرس الأمريكي: "اتحمل المسؤولية، وبسبب هذا، حرصت قبل أن أغادر منصبي على أن أبدأ إصلاحات لتعزيز حماية مواطنينا العاملين في الميدان، لتقليل فرص حصول مأساة أخرى في المستقبل".
وأشارت كلينتون إلى أنها لم تحصل على أي معلومة استخبارية كان يمكن أن تنبهها إلى إمكانية وقوع الهجوم، مضيفةبقولها: "وأعتقد أنني ذكرت ذلك سابقا، لم يكن هنالك أي توصية، من قبل أي أحد، ولا من أي من المسؤولين في
ليبيا من موظفي الأجهزة الاستخبارية ووزارتي الدفاع والخارجية الموجودين بضرورة مغادرة بنغازي".
كلينتون أكدت أن السفير الأمريكي في ليبيا في ذلك الوقت "كريستوفر ستيفنس" -أحد ضحايا الهجوم المسلح- كان يعلم بمخاطر مهمته وأهمية أن يعمل بشكل مباشر مع الليبيين، بحسب قولها.
وتابعت قائلة: "ليس هنالك من هو أفضل إدراكا للمخاطر المترتبة في ليبيا أفضل منه"، مشيرة إلى أن ستيفنس كان "يعلم كذلك أنه ليس هنالك بد من الخروج من السفارة والعمل الجدي لبناء العلاقات (مع الليبيين)".
ودافعت عضوة الحزب الديمقراطي عن موقفها المتعلق بإرسال دبلوماسيين إلى بنغازي برغم وجود تقارير عن تصاعد احتمالات العنف في ليبيا، مرجعة ذلك إلى أن "الانسحاب من العالم ليس خيارا، لا يمكن لأمريكا أن تتقاعس عن مسؤوليتها في القيادة".
واستطردت قائلة: "ليس هنالك مفر من قبول المخاطرة من أجل حماية بلادنا وتعزيز مصالحنا وقيمنا، ويجب ألا نوهم أنفسنا، فالمخاطرة المحدقة بنا حقيقية".
وقُتل كريستوفر ستيفنس، الذي صار أول سفير أمريكي يقتل منذ عام 1979، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب 3 آخرين هم شون سميث، المسؤول عن إدارة المعلومات والخدمات الخارجية، إضافة إلى متعاقدين اثنين مع وكالة المخابرات المركزية تايرون وودز، وغلين دوهرتي يوم 11 أيلول/ سبتمبر 2012 في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
وتتهم الولايات المتحدة أحمد أبو ختالة بالضلوع في مقتل دبلوماسييها الأربعة، وكانت قد اختطفته من ليبيا في 15 حزيران/ يونيو من العام الماضي، وقدمته لمحكمة فيدرالية في العاصمة الأمريكية.
وتصنف وزارة الخارجية الأمريكية "أبو ختالة" في قائمة الإرهاب الدولي، على أنه "قيادي كبير" في تنظيم "
أنصار الشريعة" المسلح، الذي يفترض أنه قاد الهجوم ضد القنصلية الأمريكية في بنغازي، وتسبب في مقتل المواطنين الأمريكيين الأربعة.
الجلسة التي حضرتها كلينتون، الخميس، ستلعب دورا كبيرا في مستويات شعبيتها في التنافس على ترشيح حزبها الديمقراطي؛ لتخوض انتخابات الرئاسة في العام القادم، خاصة أنها الآن المرشحة الأكثر شعبية بعد أن أعلن زميلها في الحزب ونائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن قراره بعدم التنافس لترشيح حزبه.