اختتم الممثل الأمريكي "مورجان فريمان" الجمعة زيارة لمصر استغرقت عدة أيام، أثارت جدلا شديدا؛حيث صور هناك مشاهد من فيلم وثائقي حول فلسفة الأديان والشعائر المقدسة حول العالم.
كان "فريمان" قد وصل إلى القاهرة يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري قادما من تركيا، لتصوير فيلم "قصة الله" الذي تنتجه قناة "ناشيونال جيوجرافيك" ويتضمن زيارة مواقع دينية أخرى في منطقة الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يعرض الفيلم عام 2016 في 172 دولة حول العالم مترجما إلى 45 لغة.
وخلال تواجده في
مصر، قام "فريمان" بزيارة المعالم الأثرية السياحية في القاهرة والجيزة والأقصر من بينها الأهرامات ومنطقة الحسين والمتحف المصري ومعابد الأقصر.
"هي ذي مصر"
وفي نهاية زيارته، التقى وزير السياحة المصري "هشام زعزوع" بـ "فريمان"، أثناء تواجد في منطقة أهرمات الجيزة الجمعة، وصحبه في جولة بالمنطقة الأثرية.
وحاول "زعزوع" استغلال تواجد الممثل الأمريكي في مصر لتنشيط السياحة المتردية منذ عدة سنوات، والتقط معه عدة صور وهما يرفعان لوحة مدون عليها هاشتاج "هذه هي مصر" لدعوة السياح لزيارة البلاد.
وكان فريمان قد وصف الفيلم في تصريحات صحفية بأنه مغامرة ملحمية ورحلة شديدة الخصوصية إلى الأسرار المقدسة، مضيفا أنه سيروي مراحل اكتشاف العلاقة بالخالق وسينغمس في تجربة دينية وما يصحبها من طقوس من كل العالم".
وأشار إلى أن الفيلم سيتناول انطباعه الشخصي عن التجربة، وهو يتنقل بين أماكن كثيرة في العالم لزيارة المعابد الدينية والأماكن المقدسة، مؤكدا على أنه سيعود مرة أخرى لمصر للتمتع بمشاهدة آثارها ولعب الجولف بجوار أبي الهول والأهرامات.
حراسة مشددة
وطوال تواجده في مصر، صاحبت الممثل الأمريكي حراسة أمنية مشددة، ومنع الحراس الاقتراب منه أو التقاط أي صور فوتوغرافية معه، كما منعوا الصحفيين من الحديث معه وطلبوا من الجميع الابتعاد عن منطقة التصوير في مشهد مختلف تماما عن زيارات كبار الشخصيات السياسية والفنية العالمية لمصر من قبل.
وقامت قوات الأمن المصرية بإغلاق منطقة المقابر بالأقصر بشكل تام لتأمين أعمال التصوير ومنعت السياح والمصريين من الاقتراب من طاقم تصوير الفيلم الوثائقي.
وحول رفض الممثل الأمريكي السماح للمعجبين به التقاط الصور التذكارية معه، قال وزير السياحة إن "فريمان" انزعج بشدة بعدما تم التقاط صورة له بمنطقة الحسين بالقاهرة ثم تم التلاعب بها ببرنامج "فوتو شوب" ليبدو مرتديا الزي الصعيدي، ومن وقتها اتخذ قرارا بمنع التصوير في مصر.
الرقابة تهدد بوقف الفيلم
وكان رئيس الرقابة على المصنفات الفنية في مصر "عبد الستار فتحي" قد هدد بإبلاغ الأمن الوطني لطلب وقف تصوير فيلم "قصة الله"، معلنا أن الشركة المنتجة لم تحصل على تصريح من الرقابة بالتصوير في البلاد.
وأضاف "فتحي": أنه سيتخذ إجراءات تصعيدية تجاه المسؤولين عن تجاهل الرقابة، موضحا أن تصوير فيلم ديني يتعلق بالذات الإلهية دون تصريح هو أمر بالغ الخطورة.
لكن وزير السياحة "هشام زعزوع" رد على هذه التصريحات ببيان رسمي -حصلت "
عربي21" نسخة منه - قال فيه إن "استضافة "فريمان" في مصر تمت بالتنسيق بين الحكومة - ممثلة في هيئة الاستعلامات ووزارات السياحة والثقافة والآثار والشركة المنظمة للحدث".
ودافع "زعزوع" عن الفيلم، قائلا إنه يحكي قصة "الرب والأديان" ويوضح كيف أن الديانات الفرعونية القديمة لا زالت تثير إعجاب الناس حتى الآن، مشددا على أن هناك توجها من الحكومة لتشجيع تصوير الأفلام العالمية في مصر للترويج للبلاد.
من جانبه، قال رئيس "الهيئة العامة للاستعلامات" السفير "صلاح الدين عبد الصادق"، إن الهيئة منحت الشركة المنتجة للفيلم تصريحا بالتصوير منذ ما يقرب من أربعة أشهر، باعتبارها الجهة الوحيدة في مصر المختصة بإصدار تصاريح لتصوير الأفلام الوثائقية، مشيرا إلى أن الأفلام الروائية هي من اختصاص جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
وعلى الرغم من الضجة التي أثيرت حول زيارته لمصر، إلا أن وزير السياحة "هشام زعزوع" أعرب له عن سعادته بزيارته لمصر، وأكد أن الشعب المصري يرحب به في أي وقت.
وغادر "مورجان فريمان" القاهرة على متن طائرة خاصة متجها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ليستكمل تصور فيلمه فى مدينة "القدس".