حل مرشح يسار الوسط
دانييل سكيولي -كما كان متوقعا- في المقدمة في الدور الأول من
الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، بحسب استطلاعات، لكن لم يعرف حتى الآن إن كان سيفوز من الجولة الأولى أم أنه ستكون هناك جولة ثانية.
ودون تقديم نتائج مفصلة، اتفقت تقديرات خمس محطات تلفاز على ثلاثي الطليعة وهم دانييل سكيولي، أمام المحافظ ماوريسيو ماكري رئيس بلدية بوينوس أيرس، وفي المرتبة الثالثة حل النائب سيرجيو ماسا المنشق عن معسكر كيرشنر.
والرئيس المقبل الذي سيتسلم مهامه في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر، يمكن أن يحقق فوزا من الدورة الأولى بعد أن حصد 45 في المئة من الأصوات، أو فقط 40 في المئة إن كان الفارق الذي يفصله عن المرشح التالي بلغ عشر نقاط.
وإن لم تخرج الدورة الأولى برئيس، فستتم الدعوة إلى دورة ثانية في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما سيكون سابقة في التاريخ الانتخابي لهذا البلد.
وقال مدير حملة سكيولي جورد تيليرمان إثر انتهاء التصويت: "من المبكر القول" ما إذا ستكون هناك جولة ثانية.
في المقابل، أكد ماركوس بينا أحد أهم أعضاء فريق ماكري، أنه ستكون هناك جولة ثانية في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر.
ودعي 32 مليون ناخب للتصويت (من 41 مليون نسمة) لطي صفحة مرحلة امتدت 12 عاما من حكم نيستور (2003-2007) وكريستينا كيرشنر (2007-2015).
ومنذ 1973، اعتمدت الأرجنتين نظام الدورتين في الانتخابات الرئاسية، لكن الانتخابات السبع التي نظمت منذ ذلك الإصلاح حسمت منذ الجولة الأولى.
ودانييل سكيولي (58 عاما)، المدعوم من الرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا كيرشنر، هو الأوفر حظا، وهو يعول على الجبهة من أجل النصر (يسار) والتحالف البيروني الحاكم، القوة السياسية الأفضل تنظيما في الأرجنتين.
ويقدم سكيولي نفسه وسطيا ورجل وفاق، فيما حكمت كريستينا كيرشنر أثناء ولايتيها الرئاسيتين بأسلوب مواجهة، ممسكة بكل الصلاحيات.
وهذا الأسبوع قال سكيولي، حاكم ولاية بوينس أيرس، التي تعد دائرة انتخابية بحجم دولة مثل إيطاليا، وتضم نحو 40 بالمئة من القاعدة الانتخابية مع 16 مليون نسمة من أصل تعداد سكاني إجمالي من 41 مليونا: "لا أقترح أي ثورة. سأحافظ على ما يجب الحفاظ عليه، سأغير ما ينبغي تغييره، وسأصحح ما ينبغي تصحيحه بأسلوبي".
في المقابل، يرفض ماوريسيو ماكري (56 عاما) السياسة التي تنتهجها كيرشنر جملة وتفصيلا، حتى وإن كان لطف مواقفه بإعلان أنه سيبقي على بعض المساعدات الاجتماعية الشعبية جدا لدى غالبية المواطنين.
وهو رئيس سابق لنادي كرة القدم بوكا جونيورز، الذي قاده إلى كل النجاحات، ويحظى بدعم أوساط رجال الأعمال.
وقالت كريستينا كيرشنر إنها تغادر السلطة بشعور أنها أدت واجبها كاملا، مضيفة: "لقد أوفينا بوعدنا، ونترك البلد وقد صلح حاله"، في تلميح إلى أنها وزوجها نهضا بالأرجنتين التي كانت تعاني أزمة اقتصادية كبيرة عامي 2001 و2002.
لكن معارضيها لا يرون رأيها، ويؤكدون أن سياساتها الحمائية أوصلت البلاد إلى مأزق، مع تباطؤ الاقتصاد منذ عامين، وتضخم بين 20 و25 بالمئة منذ ثماني سنوات، وعجز في الميزانية بنسبة 6 بالمئة.
ولأول مرة، منذ 2003، لم يتقدم إلى الانتخابات الرئاسية مرشح من آل كيرشنر الذين تطوي هذه الانتخابات صفحة حكمهم الأرجنتين.