علمت "
عربي21" من مصدر عسكري مطلع في محافظة الأنبار
العراقية؛ أن القوات الأمريكية بدأت بتسليح قوة جديدة مكونة من 100 مقاتل منتخبين مما يسمى "حشد
الرمادي"، بقيادة العقيد حامد عباس العلواني.
وفي حديث خاص بـ"
عربي21"، قال مسؤول وحدة الإسناد في القوة الجديدة، مهند الدليمي: "قبل أيام قام المستشارون الأمريكان بتبليغ العقيد حامد العلواني بإحضار 100 عنصر من مقاتلي العشائر السُنيّة للبدء بتسليحهم وتدريبهم على يد الضباط والجنود الأمريكان؛ الذين سيقودون عمليات مباشرة على الأرض" ضد
تنظيم الدولة. ورجح الدليمي أن يكون القاطع الجنوبي من مدينة الرمادي هو الهدف الأول للقوة الجديدة.
ويضيف الدليمي، الذي تمّ نقله بأوامر أمريكية من قاعدة عين الأسد إلى قاعدة الحبانية لتولي قيادة وحدة الإسناد في القوة الجديدة، أن "فشل عمليات اقتحام الرمادي وتحريرها أدى إلى خلافات حادة بين القيادات العسكرية الأمريكية والعراقية"، وفق قوله.
وبحسب الدليمي، فإن القوات الأمريكية هي من أوقفت العمليات القتالية لـ"تحرير" مدينة الرمادي بعد أن "رسمت خطة جديدة تقضي بقيادة أمريكية صرفة للعمليات القتالية، بمشاركة القوات التي سبق أن دربهم المستشارون الأمريكيون، وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، مع عدم السماح للحشد الشعبي بالمشاركة في المعركة القادمة التي ستكون هذه القوات العشائرية هي القوة الأساسية فيها".
وحول سير المعارك في الأيام القليلة الماضية، قال الدليمي إن "العمليات الأخيرة اعتمدت على القصف العشوائي بقذائف الهاون واعتماد القوات الأرضية على قصف طيران التحالف للتقدم دون أيّ اشتباك مع العدو"، بحسب تعبيره.
وردا على سؤال حول عدد الجنود والضباط الأمريكان المشاركين في العملية، قال الدليمي: "في الحقيقة لا نعلم عددهم، لكن هذه المرة يبدو أن الأمريكيين قرروا التقدم خطوة للأمام والنزول للأرض للإشراف على العمليات وقياداتها، حيث تفتقد القوة العسكرية العراقية الكفاءات القادرة على إدارة معركة ضد تنظيم داعش".
وتوقع الدليمي أن "يرأس كل وحدة ضابط أمريكي يرافقه جنود، تكون مهمتهم الأساسية التنسيق الميداني مع طيران التحالف الدولي، حيث وجود المنسق المحترف المتمرس يحقق فارقا كبيرا عمن تدرب على ذلك في عدة أيام، لذلك نحن نعول هذه المرة على قيادة الأمريكان"، مضيفا: "بدأ تسليحنا بعدة الجندي الأمريكي، وننتظر عودة عملية تحرير الرمادي بعد مدة الـ10 أيام التي أوقفتها القيادة الأمريكية"، بحسب قوله.
وكانت القوات الحكومية، مدعومة بمليشياب
الحشد الشعبي وصحوات العشائر، وبإسناد من طيران التحالف، قد شنت هجوما عنيفا على مدينة الرمادي في محاولة لاستعادتها من سيطرة تنظيم الدولة، إلا أن الهجوم فشل في تحقيق أهدافه، بعد المقاومة العنيفة التي واجهتها القوات المهاجمة، فيما تمكن التنظيم من استعادة بعض المناطق التي سبق أن فقدها قبل أسابيع.