نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية تقريرا حول سقوط
الطائرة الروسية في
سيناء، وقالت إن
روسيا تواجه موقفا محرجا جدا مع تواصل التحقيقات بشأن أسباب الحادث، لأنها ستكون في وضع صعب، سواء تعلق الأمر بخلل تقني أو عملية إرهابية سببت سقوط الطائرة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التحقيقات الأولية أكدت عدم وجود أي ضجيج أو أصوات غريبة أثناء سقوط الطائرة، وهو ما يعني عدم وجود أي أمر غير عادي في قمرة القيادة، كما أن المحققين أكدوا أن طاقم القيادة لم يعلن حالة طوارئ في أي لحظة من لحظات الرحلة.
وأضافت الصحيفة أن ما يلفت الانتباه، هو أن حطام الطائرة "إيرباص 321" الروسية تفرق على مسافة تقرب من 20 كيلومترا مربعا، بطريقة أعادت إلى الأذهان العملية التي سقطت فيها طائرة البوينغ 747 فوق مدينة لوكربي الأيرلندية سنة 1988.
وقد أثبتت التحقيقات في حادثة لوكربي أن جهازا متفجرا صغيرا مخبّأ داخل جهاز إلكتروني، يمكنه أن يحدث انفجارا يسبب اختلال الضغط بشكل عنيف داخل الطائرة ويؤدي إلى تحطمها.
وكانت صور الأقمار الاصطناعية الأمريكية التقطت وجود انفجار أو كرة من النار، في اللحظة التي سقطت فيها طائرة الإيرباص.
وذكرت الصحيفة أن الفحوصات التي تجرى على الصندوقين الأسودين، والتي انطلقت في
مصر بمساعدة مختصين من روسيا وفرنسا، سوف تستغرق حوالي أسبوعين، وقد تؤدي إلى التأكد من احتمال حصول انفجار على متن الطائرة أثناء تحليقها.
وأكدت أنه في حال تأكد وجود انفجار، فإن الاحتمال الوحيد الذي سيبقى قائما هو وجود مادة متفجرة تم وضعها داخل الطائرة، أو وجود شخص انتحاري فجر نفسه على متنها، لأن الارتفاع الذي وصلت إليه الطائرة والمقدر بتسعة آلاف متر لا يسمح لصواريخ أرض - جو الصغيرة، المستعملة من قبل الجماعات المسلحة على غرار تنظيم الدولة في ولاية سيناء، بإصابتها؛ لأن مدى هذه الصواريخ لا يتجاوز ثلاثة آلاف متر.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا صحت هذه الفرضية، التي تبقى واردة جدا، فإن هذا سيشكل ضربة مضاعفة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أولا لأن ذلك سيبين أن تنظيم الدولة نفذ تهديداته المتعلقة بالانتقام من روسيا، بعد شروعها منذ 30 أيلول/ سبتمبر الماضي في شن غارات جوية مكثفة على مواقع في سوريا.
فمنذ انطلاق تلك العمليات الجوية؛ ظلت روسيا في حالة ترقب واستنفار، خوفا من وقوع هجمات مسلحة انتقامية على أراضيها من قبل متعاطفين مع تنظيم الدولة، ولكنها لم تتوقع أبدا حصول هجوم من هذا النوع يؤدي في ضربة واحدة إلى وقوع 224 قتيلا، سيكون الملام الأول حول موتهم هو فلاديمير بوتين؛ بسبب انخراطه في الصراع السوري.
وأضافت الصحيفة أن السبب الثاني الذي سيجعل بوتين في وضع حرج، هو أن هذا الهجوم المحتمل سوف يبين أن الجنود الروس وحتى المدنيين أصبحوا مهددين في كل تحركاتهم، وهو أمر سيضر كثيرا بشعبية بوتين، الذي يسعى للحفاظ على الدعم والتأييد الشعبي لتدخله في سوريا، لإخفاء المشكلات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
أما فيما يتعلق بفرضية الخلل الفني، فقالت الصحيفة إن أليكسندر سميرنوف، وهو مسؤول في شركة
الطيران الروسية "ميتروجيت"، نفى أي احتمال لوجود خطأ بشري أو خلل فني في هذه الطائرة التابعة لشركته، رغم أن المحققين أشاروا إلى بعض النقاط الغامضة والمثيرة للقلق، على غرار أن أحد الطيارين أسرّ لابنته في مكالمة عبر الهاتف، قبل لحظات من الإقلاع، بعدم رضاه على الحالة التقنية للطائرة، وخاصة فيما يخص معدات الاتصال فيها.
واعتبرت الصحيفة أنه لا توجد إلى حد الآن إثباتات واضحة، على أن هذه الطائرة الروسية غير مؤهلة للخدمة، ولكن، إذا صحت فرضية الخلل التقني، فإنها سوف تؤدي لتدمير ما تبقى من سمعة سلامة الطيران في روسيا، بعد أن تعرض هذا القطاع إلى 167 كارثة جوية خلال فترة تناهز عشرين سنة.
وأضافت أن الشركات الجوية الروسية تمر بفترة صعبة، تتهاطل فيها الاتهامات بالتقصير والإهمال وسوء التصرف والفساد، كما أن شركة "ترانسايرو"، التي تعدّ الشركة الثانية في البلاد، تخضع في الوقت الحالي للتحقيق، وقد تقرر سحب الترخيص منها بسبب إهمالها لقواعد السلامة.