قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن المسؤولين الروس والمصريين يعترفون بأن عملا إرهابيا كان وراء سقوط
الطائرة الروسية في صحراء
سيناء.
وقالت إن مسؤولي البلدين بدأوا بالتراجع الأحد، عن تأكيداتهم الأولى التي قالت إن الطائرة سقطت نتيجة عطل فني وليس نتيجة صاروخ أطلقه أتباع
تنظيم الدولة الإسلامية في "ولاية سيناء". واعترف مسؤولون بأن الطائرة ربما سقطت بفعل قنبلة زرعت عليها حيث انفجرت في الجو.
وكانت حكومتا البلدين قد سارعتا في الساعات التي تبعت سقوط الطائرة للتأكيد على أن خللا فنيا كان وراء
تحطم طائرة "إيرباص إي 321" التابعة لشركة "متروجيت" فوق سيناء، حيث قتل كل الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم 224 راكبا.
ولكن اللهجة تغيرت الأحد، حيث بدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذرا في حديثه ودعا لعدم الخوض في نظريات غير صحيحة، وقال: "إن التحقيق في الحادث قد يأخذ أشهرا"، وأكد أنه من المبكر الحديث عن أسباب سقوط الطائرة، وأن تحقيقا معقدا ومكثفا يجب إجراؤه قبل معرفة أسباب الحادث.
وكان تنظيم الدولة في العراق والشام أعلن مسؤوليته عن الحادث، وأكد أن عمليته تأتي ردا على التدخل الروسي في سوريا.
وفي الوقت الذي أكد فيه الخبراء أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع كبير ولا يمكن أن يصيبها صاروخ وأن تنظيم الدولة ليست لديه الصواريخ المتقدمة لكي يسقط طائرة على علو 33 ألف قدم، فإن مسؤولا نقلت عنه الصحيفة لم يستبعد وضع قنبلة على الطائرة.
وأكد المسؤول أن العطل الفني لا يزال السبب الرئيس وراء تحطمها ولكن من المبكر جدا الحديث عن نتائج.
وأكد المسؤول أن الطيار لم يطلق أي نداءات استغاثة، ما يقترح أن الطائرة واجهت مشكلة مفاجئة.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الجوي الروسي فيكتور شوشرينكو الذي عاين مكان الحادث، قوله إن الطائرة انفجرت في الجو، وهو ما يفسر انتشار حطام الطائرة على مساحة ثمانية أميال مربعة.
وقال: إن "تفكك جسم الطائرة بدأ في الجو، وهو ما أدى لانتشار أجزاء الطائرة على مسافة واسعة".
وبدأ المحققون بفحص صندوق الطائرة الأسود على أمل اكتشاف ما جرى للطائرة قبل لحظات من انفجارها.
وانتشر شريط فيديو للطائرة قبل انفجارها بلحظات، لكن أصل الشريط لم يعرف ولم يتم التأكد من صحته.
ووصلت جثث ضحايا الطائرة إلى سانت بطرسبرغ حيث نقلت 162 جثة.
ولاحظ يوف تروتينغون، المحقق الفرنسي الأمني السابق، أن إعلان تنظيم الدولة تنقصه التفاصيل..
وقال لصحيفة "لاباريسيان": "جاء في البيان أن الطائرة لم يطلق عليها النار بل دمرها... قد تتخيل انفجارا أو تخريبا".
ويقول خبراء إن تنظيم الدولة لم يعلن أبدا عن عملية لم يقم بها. ونقل عن ماثيو غوديه من جامعة "تولوز" قوله: "لتنظيم الدولة حضور جيد في صحراء سيناء واستطاع اختراق كل المؤسسات والبنى التحتية ولا يستبعد والحالة هذه قيامه بعملية تخريبية للطائرة قبل إقلاعها ووضع قنبلة عليها".