تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن
السنة تتزايد دعواتهم، مطالبين
السعودية ودول الخليج بالتحرك نيابة عن جماعات المعارضة السورية، التي تتعرض لضربات جوية روسية.
ويقول سايمون كير وهبة صالح في تقرير أعداه للصحيفة إن "جماعة الإخوان المسلمين و55 عالما سعوديا دعوا هذا الأسبوع إلى الجهاد ضد الروس في
سوريا".
ويشير التقرير إلى بيان هيئة كبار العلماء في السعودية، وهي أعلى سلطة دينية في المملكة، اتهمت فيه موسكو إلى جانب إيران وحليفها اللبناني حزب الله بدعم نظام الأسد "في قتل الشعب السوري وتدمير بلده". ودعا البيان الشعب إلى المساعدة قدر المستطاع؛ "لدعم المجاهدين والمستضعفين" في سوريا.
ويعلق الصحافيان بأن "الضغط المتزايد للتحرك يترك العائلة السعودية أمام معضلة. فلطالما دعت الرياض إلى الإطاحة بالأسد، ودعمت ما يطلق عليها جماعات المعارضة في سوريا. ولكنها تخشى أن تؤدي دعوة العلماء إلى إشعال حماس الشباب السعودي، الذين سافر الالآف منهم للقتال في سوريا. وقام المتشددون الإسلاميون من
تنظيم الدولة بسلسلة من الهجمات ضد السعودية، وقامت الحكومة بفرض قيود على السفر في محاولة منها لسحق خلايا التنظيم".
وتجد الصحيفة أن المحور الروسي الإيراني، الذي يتطور في العراق وسوريا، يثير المخاوف في عواصم المنطقة السنية. فقد تورطت الرياض في حرب مضى عليها ستة أشهر ضد الحوثيين، الذين يلقون دعما من إيران في اليمن، ولن تكون قادرة على عمل الكثير، وليس أكثر من إرسال المال والأسلحة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المستشار الكبير لدى "غالف ستيت أنالاتيك"، وهي مؤسسة للاستشارات وتقدير المخاطر السياسية، تيودر كاراسبيك، قوله: "السعوديون سيصدرون الضجيج حول النشاطات الروسية في سوريا، ولكنه لن يؤثر. فالرياض تحتاج إلى التركيز على اليمن".
ويستدرك الكاتبان بأن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وعد بأن تقوم بلاده بدعم المعتدلين من المقاتلين السوريين، وقال إن أي حل في سوريا يجب أن يذهب أبعد مما يفعله الروس اليوم؛ إما من خلال عملية سياسية تقود إلى حكومة انتقالية، أو عبر خيار عسكري ينحي الأسد عن السلطة بالقوة.
وتنقل الصحيفة عن الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن حسين إبيش، قوله إن تعليقات الجبير تشير إلى تغير مهم في الموقف السعودي، الذي يحاول تأمين تغيير النظام في دمشق، وقد يكون مقدمة لسياسة أكثر حزما. وأضاف أن "دعم المقاتلين السوريين بالمال والسلاح قد يكون البداية. وقد تقوم دول الخليج بعمل غير مباشر، وربما سياسات تتعلق بأسعار النفط التي ستضر بالجميع، ولكنها ستضر بإيران أكثر".
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الحالي ستستمر السعودية في محاولاتها لرعاية حل سياسي في سوريا بالتعاون مع الروس. مشيرا إلى أن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد زار موسكو هذا العام، في محاولة على ما يبدو لإقناع
روسيا للقيام بدور في سيناريو مرحلة ما بعد الأسد.
ويفيد الكاتبان بأنه رغم رفض موسكو الواضح، فإن السعوديين يقولون إن التدخل الروسي في سوريا هو دليل على ضعف الأسد، وإنه قد يساعد على تعبيد الطريق أمام حل سياسي.
وترى الصحيفة أن أي محاولة لتشكيل جبهة سنية ضد الروس وحلفائهم
الشيعة في سوريا لن تنجح، وقد تؤثر على التحالف المصري الخليجي. فقد عبرت مصر عن دعمها لما تقوم به روسيا من قتال ضد "التطرف الإسلامي" في سوريا.
ويورد التقرير أن رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية أحمد سيد النجار، كتب أن قرار روسيا التدخل في سوريا جاء بعد توصل موسكو إلى حقيقة أن الغرب ليس جادا في مكافحة الإرهاب.
وتختم "فيننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المسؤولين المصريين عبروا بشكل متكرر أنهم يفضلون الحل السياسي، ويدعون إلى الحوار مع النظام السوري، وعلى خلاف السعودية، فهم لا يدعون إلى الإطاحة به. ويعلق الباحث في المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن أتش إي هيللير قائلا: "من وجهة نظر القاهرة فانهيار نظام الأسد يعني تحول سوريا إلى ملعب للجهاديين".