تضاربت الأنباء مساء الاثنين بشأن حصيلة الهجوم المسلح الذي تعرض له مركز تدريب عسكري في الأردن، واستهدف مدربين أمريكيين، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمريكية متعددة قولها أن حصيلة الهجوم ارتفع الى ثمانية قتلى بينهم مدربان أمريكيان، بينما سارع الأردن على الفور للنفي وقال إن ستة فقط قتلوا في الحادث.
وقالت ثلاثة مصادر بالحكومة الأمريكية الاثنين إن ثمانية أشخاص قتلوا في الهجوم الذي استهدف مدينة الملك عبدالله التدريبية الخاصة بتدريب الشرطة في منطقة
الموقر جنوبي العاصمة عمان صباح الاثنين، كما أصيب ستة آخرون في الهجوم.
وسارع الأردن الى نفي المعلومات الأمريكية، حيث قال بيان رسمي صادر عن الحكومة الأردنية في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إن عدد القتلى ارتفع الى ستة فقط بعد وفاة أحد المصابين.
ولم يتضح على الفور السبب الذي دفع المسلح لإطلاق النار بمركز التدريب الذي تموله الولايات المتحدة.
وقتل في العملية مدربان أمريكيان وآخر جنوب إفريقي، و3 عسكريين أردنيين، وأصيب 6 آخرون.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" قالت إن عدد القتلى ارتفع إلى 5 قبل أن يصدر بيان رسمي عن الحكومة لاحقا يؤكد ارتفاع العدد الى ستة.
وفي وقت سابق من الاثنين قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن ضابطا أردنيا أطلق النار في مركز تدريب للشرطة وقتل أمريكيين 2 وجنوب إفريقي.
ونفى المتحدث انتحار الضابط بعد تنفيذه العملية في مركز تدريب للشرطة في الموقر جنوبي عمان، مشيرا إلى أن قوات الشرطة تدخلت وقتلته. وأوضح المومني أن التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل الجريمة وظروف الحادث.
وأفادت مصادر أمنية أردنية بأن الضابط منفذ الهجوم كان يعمل مدرِّبا في المركز برتبة نقيب.
من جهتها، قالت السفارة الأمريكية في عمان إنها فتحت تحقيقا لمتابعة تفاصيل الحادث الذي أسفر عن مقتل وإصابة أمريكيين وهم مدربون متعاقدون مع الأمن الأردني.
وتزامن الهجوم مع الذكرى العاشرة للهجمات الانتحارية التي استهدفت عدة فنادق في عمان يوم الـ9 من نوفمبر/تشرين ثاني عام 2005 والتي قتل فيها 60 شخصا وأصيب العشرات.
وكانت مصادر أمنية قالت لصحيفة "عربي21" إن "مطلق النار ضابط في الأمن الأردني برتبة نقيب، اسمه أنور أبو زيد، فتح النار بوجه المدربين الأمريكيين أثناء تناولهم وجبة الغداء وقتل ثلاثة منهم وأصاب آخرين".
وأكدت مصادر طبية وجود أردنيين بين المصابين الذي تم إخلاؤهم من مستشفى التوتنجي إلى مستشفى المدينة الطبية في عمان.
من جهتها رفضت عائلة النقيب أنور استلام جثته ودفنها قبل معرفة أسباب مقتله، وعبرت عن استغرابها مما وقع لابنها، ونفت أي ميول "متطرفة" لديه.
وأفادت مصادر إعلامية أردنية أن العائلة أعلنت على لسان عم النقيب النائب الاسبق سليمان السعد، رفض دفن ابنها قبل معرفة تفاصيل ما حخدث والأسباب التي أدت إلى تبادل إطلاق النار.
وانتقد سليمان السعد، الذي عينته العائلة ناطقا باسمها، في حديث لصحيفة عربي 21 " تناقض روايات بين انتحار وقتل ابنهم، مطالبا بمعرفة تفاصيل الحادثة ".
وقال سليمان السعد في تصريحات صحفية إن العائلة لم تتلقى أي اتصال من المسؤولين، وأضاف أنه اتصل بنائب مدير الأمن العام وابلغه أن أنور أطلق النار على نفسه.
وقال شقيقه فادي أبو زيد لصيحفة "عربي 21" إن أنور توجه إلى عمله اليوم بشكل طبيعي في مركز تدريب الشرطة بشكل طبيعي".