ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن طائرات "يعتقد أنها روسية" شنت بعد منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء غارة على أماكن في مدينة إدلب، على الرغم من أن المدينة خاضعة لهدنة وقعتها إيران مع المعارضة السورية.
ومع أن الغارة لم تخلف إصابات بشرية، فإنها قد تهدد اتفاق (كفريا - الفوعة - الزبداني) الذي وقعته إيران في أيلول/ حزيران الماضي، مع المعارضة السورية المسلحة برعاية الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر.
وتعد هذه الغارة الروسية الثانية من نوعها على المناطق الخاضعة للاتفاق مع إيران، حيث كانت مناطق مثل قرية رام حمدان وبلدتي معرة مصرين وتفتناز التي تدخل ضمن هذا الاتفاق، شهدت استهدفات سابقة قبل أيام من قبل طائرات حربية يعتقد أنها روسية أسفرت عن أضرار مادية وسقوط جرحى.
وكانت حركة أحرار الشام المنخرطة ضمن جيش الفتح، توصلت لاتفاق وقف إطلاق في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي مع وفد
إيراني، في كل من
الزبداني ومحيطها (مضايا وبقين) بريف دمشق، وكفريا والفوعة الشيعيتين في محافظة إدلب، يستمر لمدة ستة أشهر، يمكن أن تمدد في حال التزام الطرفين بالبنود المتفق عليها.
وقد طفت على السطح مؤخرا خلافات بين
روسيا وإيران في
سوريا. وقد اتهم العديد من القيادات الإيرانية روسيا بمحاولة الاستئثار بكل شي، وقيادة المعركة وحدها.
وكشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، عن خلاف إيراني روسي بشأن بشار الأسد في سوريا، وأنها غير سعيدة بـ"المقاومة الإسلامية" في سوريا، في إشارة واضحة إلى حزب الله والمليشيات الإيرانية هناك.
وفي كلمه له في جامعة طهران، في ملتقى "مناوءة أمريكا بعد الاتفاق النووي"، قال إن "روسيا تقدم المساعدة في سوريا على أساس المصالح المشتركة، غير أنها ليست سعيدة بالمقاومة الإسلامية، وليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع إيران بشأن رئيس النظام السوري بشار الأسد".
وهاجم موقع "تابناك" المقرب من الحرس الثوري روسيا، وأوضح أن روسّيا "تتخوف من أن تغرق في المستنقع السوري في حرب لا نهاية لها، وأن الروس يعتقدون بأنه يجب التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، لتكون هذه الدول بجانبهم لإنهاء الأزمة السورية، وفقا للمصالح الروسية لا الإيرانية".
وحول الخلاف العسكري الروسي-الإيراني في الشمال السوري، قال "تابناك" إن "العمليات العسكرية المحيطة بحلب تبين وجود فجوة في الأهداف الاستراتيجية الإيرانية وسوريا من جهة وروسيا من جهة أخرى".
وقال إن "الضربات الجوية الروسية من وجهة نظر روسيا تعتبر شرطا مسبقا وأمرا ضروريا في المفاوضات القادمة لتكون بيد روسيا ورقة دبلوماسية رابحة، بينما تعتبر إيران أن الهدف من القتال في حلب هو تحقيق نصر حاسم ليزيل الضغط عن الجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد".