نشرت صحيفة "إلمانفستو" الإيطالية، تقريرا حول تدهور الأوضاع على جميع الأصعدة في مصر منذ الانقلاب العسكري، قالت فيه إن نظام
السيسي وجوقته الإعلامية يعتمدون على نظرية المؤامرة، لتبرير كل المشاكل التي تواجهها البلاد، والتغطية على الفشل الذريع في كل الملفات.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 حوّل مصر إلى "أرض المؤامرات، فمن عملية تسلق مبنى وزارة العدل إلى الهجوم على المدعي العام؛ كل شيء يتم تفسيره على طريقة السيسي، وحتى عندما حاول الصحفي الاستقصائي المستقل حسام بهجت، التحقيق في المحاكمة العسكرية التي تعرض لها 26 ضابطا بتهمة التخطيط للانقلاب، بعيدا عن الرواية الرسمية؛ تعرض للسجن".
ولاحظت الصحيفة أن هذا الصحفي تم احتجازه في وقت تبدو فيه سلطة السيسي أضعف من أي وقت مضى، في نفس اليوم الذي ظهر جليا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي استضاف السيسي في لندن، أن
تنظيم الدولة في
سيناء نجح في وضع قنبلة على متن طائرة الإيرباص 321، ليتسبب ذلك في مقتل 224 راكبا.
واعتبرت أن سقوط
الطائرة الروسية ضرب بشكل مباشر التحالف الروسي المصري، وقضى على ادعاءات السيسي بإنقاذ مصر عبر قمع المظاهرات في الشوارع واضطهاد
الإسلاميين، وفند فكرة أن السيسي سيصنع الاستقرار، وهي الفكرة التي حاول تسويقها كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رنزي.
وأكدت أن عملية إسقاط الطائرة في سيناء تسلط المزيد من الضوء على العلاقة الغامضة بين الأجهزة الأمنية والمجموعات الجهادية، والدور الغامض الذي تلعبه ظاهرة الإرهاب في تبرير عمليات القمع والسياسات الأمنية المتشددة، "فقد قتل الاثنين الماضي أشرف علي حسنين الغرابلي، في شمال شرق القاهرة، وهو عضو في تنظيم بيت المقدس التابع لتنظيم الدولة في ولاية سيناء، ومتهم بالتورط في الهجوم على القنصلية الإيطالية في تموز/ يوليو الماضي، الذي أسفر عن أضرار مادية في المبنى بفعل الانفجار، كما تروج اتهامات بشأن تورط الغرابلي في محاولة نصب كمين لاستهداف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، ولكن المشكل هو أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات المصرية عن اعتقال الأشخاص المتهمين في نفس هذه القضايا".
وقالت الصحيفة إن قضية سقوط الطائرة؛ كانت لها تبعات أخرى على الصعيد الدولي، "فقد اعترفت بريطانيا بأنها تبادلت معلومات سرية مع موسكو بشأن الحادث، بعد أن اتهمتها المخابرات الروسية بعدم تقديم الإثباتات المتوافرة لديها حول فرضية وجود قنبلة على متن الطائرة، وهي الفرضية التي تؤكدها صور حطام الطائرة، وتسجيلات الصندوق الأسود، وقد أدى ذلك إلى موجة ترحيل للسياح من شرم الشيخ، حيث عاد أكثر من 25 ألف سائح روسي إلى موسكو بشكل عاجل، وتتم الآن إعادة البقية في رحلات خاصة".
وأضافت أن المحققين يرجحون أن من يقف وراء هذه العملية، التي تبناها مباشرة تنظيم الدولة من خلال شريط فيديو نشر على الإنترنت، هو قائد التنظيم في سيناء أبو أسامة المصري، المتهم أيضا بقيادة المجموعة التي نفذت عملية اختطاف وإعدام الرهينة الكرواتي توميسلاف سالوبيك.
وذهبت إلى أن الجنسية المصرية لمنفذ العملية؛ تؤكد مرة أخرى أن المجموعات المسلحة في سيناء تتكون من مصريين، وأنها استفادت من الأوضاع السياسية في البلاد، وتشير إلى تورط جهات أمنية في هذه الأحداث، خاصة وأن منطقة سيناء خالية من السكان تقريبا، وقد فرضت فيها إجراءات أمنية مشددة، ويصعب التنقل فيها، ورغم ذلك يتواصل إطلاق الرصاص والتفجيرات، موقعا مئات القتلى.
وفي الختام؛ اعتبرت الصحيفة أن الجنرال السيسي فشل فشلا ذريعا، وأنه بسياساته الأمنية المتشددة أخفق في الاستجابة للمطالب الاجتماعية، "كما أن إرهاب الدولة تسبب هذه المرة في إطلاق رصاصة الرحمة على السياحة، وإفساد العلاقات مع روسيا، وسط إصرار من النظام على التغطية على فشله؛ عبر الحديث عن وجود مؤامرة ضد مصر".