إنها أمطار الإسكندرية والتي أتت بالحزن على بعض الأشخاص والمواطنين المصريين في الإسكندريه وغيرها من المحافظات ولكنها فتحت الباب على أموال الكنيسة المقدسة ذلك الباب الذي كان مغلقا منذ أعوام طويلة والذي يخشى الجميع الاقتراب منه فهو باب مقدس هو الآخر لا أحد يجرؤ على طرقه.
لم أدرك منذ اللحظة الأولى التي استلمت فيها ذلك المستند بأن هناك ذلك الحجم الكبير من الفساد المالي داخل الكنيسة الأرثوذكسية ولعل التوقيت كان غريبا ففي الوقت ذاته يلغي البابا تواضروس المجمع المقدس بل ويأجله لأجل غير مسمى حسب ما نشرت الكنيسة المصرية في بيان لها، وذلك هربا من المحاكمات، لأن لديه خوفا من محاكمته في بعض الملفات والقضايا....
(سنتحدث عن تلك القضايا الشائكة التي يخشى البابا محاكمته بشأنها لاحقا)..
أما الآن فأموال الكنيسة المقدسة والتي يخشى الجميع الاقتراب منها فهي بمثابة قنبلة موقوته قد تنفجر في وجه من يفتحها، ولعل ذلك التابو لم يفتح منذ أعوام طويله حتى جاءت أمطار الإسكندرية لتفتح ذلك الملف، أموال الكنيسه المقدسة.
كانت البداية مع سيول الإسكندرية كما قلت سابقا جاءت السيول فتضررت الأبينة ومنها دير وادي الناطرون في الإسكندرية ودير الأمبا بيشوي، وكان البابا في ذاك الوقت يحتفل بعيد ميلاده ولولا أن نشرت الجيل وبعض الصحف بأن هناك أديرة وأبنيه تنهار، وأن بعض الرهبان تحبسهم الأمطار ما تحرك أي شخص مسؤول أو الكنيسه...
مع تحرك البابا تواضرس كان هناك رجل دين آخر يتحرك في اتجاه مختلف، إنه الأمبا دايفيد المسؤول عن إبراشية نيوجيرسي ففي الوقت الذي أرسل فيه نجيب ساويرس بعض الفرق لتساعد الأديره التي انهار بعض منها طالب الدير وعبر صفحاته الرسمية بأنه سيستقبل التبرعات من أجل الأضرار التي حدثت بالدير، وحذر الدير من أي تبرعات خارج صفحاته الرسمية وخارج البوابه الرسمية، وكتب رقم حسابه البنكي في بنك الإسكندرية وذلك كان بعد تلك المأساة بأربع وعشرين ساعه فقط، في ذلك الوقت تحرك الأمبا دايفيد وهو الأمبا المسؤول عن إبراشية نيوجيرسي بالولايات المتحدة، وأرسل عبر الإيميل إلى الأقباط وإلى الجاليه المسيحية المصريه في الولايات المتحدة الأمريكيه طالبا منهم بالتبرع بعشرة ملايين جنيه مصري لدير وادي النطرون..
كانت تلك هي البداية لأنه في الوقت ذاته الذي أرسل فيه الأمبا دايفيد حاولت تقصي حقيقة ما يحدث وأرسلت لبعض الأصدقاء سؤال عما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية! فأرسل لي أحد الأصدقاء الإيميل الذي أرسله له الأمبا دايفيد وكتب فيه بأنه يحتاج للتبرعات لدير وأدي الناطرون لما أصابه من أضرار فكانت تلك البداية الأكبر قضية فساد مالي في الكنيسة المصرية الأرثوذكسية حيث طلب رجل الدين تبرعات للدير في الوقت الذي نشر فيه عبر صفحته الرسمية بأنه يحذر من التبرع خارج بوابة الدير الرسمية وخارج حسابه الرسمي ()! ليبدأ التحقيق فيما يحدث وحقيقة ما يحدث داخل ذلك التابو المسمى بالكنيسة الأرثوذكسية...
أعوام طويلة ترفض الكنيسة أن يقترب أي شخص من السؤال عن أموال الكنيسة وتبرعات الأقباط لها، ففي الوقت الذي يعيش فيه الأقباط في الصعيد في فقر مدقع نرى البابا تواضروس في رحلته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية ينزل من سيارة ليموزين وطائرة خاصه به تنقله داخل الولايات المتحدة وإلى مصر!
فكان السؤال هل تلك الأموال التي يتبرع بها الأقباط مقدسة لدرجة أنه لا يخرج بها بيان أو لا يخرج بها منشور سنوي عن حجم الأموال التي تدخل إلى الكنيسة؟؟
ها هو الأمبا دايفيد المسؤول عن إبراشية نيوحيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية يطلب من الأقباط في رسالة وفي إيميل شخصي بأن يتبرعوا له شخصيا بمبلغ عشر ملايين جنيه مصري، وأرسل للقباط رقم حسابه الشخصي وكأنه لا يعبأ بالكنيسة بل وطلب أن تسلم الأموال بشكل شخصي.
وهنا السؤال هل يعلم البابا تواضروس بما يحث في الولايات الأمريكية من تبرعات لرجال الدين؟
هل يعلم أن الأقباط يتبرعون بملايين الجنيهات والكنيسة لا تخرج ببيان واحد توضح به أين تصرف تلك الأموال وما يفعل بها ؟!
نعم إنها الأموال المقدسة ولكننا نفتح باب التحقيق وبالمستندات وعبر الإيميل الذي أرسله الأمبا دايفيد للأقباط بأن هناك فساد مالي داخل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، ونضع تلك الوثائق أمام لجان التحقيق فيها مع أننا متأكدون أنهم لن يحققوا فيها.
تبرعت الكنيسة منذ أشهر لصندوق تحيا مصر بمليون جنيه ولكن هل وافق الأقباط على ذلك؟
هل تبرع الأقباط للكنيسة من أجل ذلك؟
ليعلم الجميع بأن تلك التبرعات إنما هي العشور وهي توازي فكرة الزكاة عند المسلمين فالأقباط لا تبرعون من أجل سيارة ليموزين ولا طائرة خاصة، هل تبرع الأقباط للكنيسة من أجل ذلك؟
والآن ها قد فتحنا الباب على أموال الكنيسة المقدسة ولن نغلقه أبدا ولن نترك القضية إلا ويتم التحقيق فيها وعلى الكنيسة أن تنشر بيانات بالأموال التي يدفعها الأقباط من أجل إخوانهم الأقباط... إنه عهد بابا تواضروس. .ذلك العهد الذي يخشى فيها الجميع أن تنفلت فيها الكنيسة من مسارها الديني إلى مسارات لا يعلم بها الله.