إبراهيم عيسى: الوهابية لعنة تغزو مصر وتدمر العرب (فيديو)
القاهرة - عربي21 - حسن شراقي11-Nov-1511:09 PM
شارك
الإعلامي المقرب لسلطات الانقلاب إبراهيم عيسى - أرشيفية
شن الإعلامي المصري الموالي لسلطات الانقلاب، إبراهيم عيسى، هجوما عنيفا على ما يُسمى "السلفية الوهابية"، وقال إنها لعنة على الفكر الإسلامي، وهاجم ما اعتبره "غباوات شيوخها، وتطرف وعاظها"، واتهمها بغزو مصر وتدمير العالم العربي وتمزيقه، ونشر الفتنة في كل بقعة عربية، مهاجما الدولة المصرية؛ لأنها "متواطئة، ومدلسة معهم"، وفق قوله.
جاء ذلك في حلقة الاثنين من برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، على قناة "القاهرة والناس".
وفي البداية، قال عيسى: "تعالوا نسمع صوت الضمير.. الدكتور عدنان إبراهيم".
وفي المحاضرة التي كان الأخير يلقيها، هاجم "العقلية السلفية"، ووصفها بأنها "المستنقع الذي فرَّخ لنا الدواعش"، مدعيا أن "السلفية الوهابية أنجبت داعش والدواعش"، على حد قوله.
وعلّق عيسى على كلام عدنان بالقول: "السلفيون أقلية في الفكر الإسلامي، وفي عدد المسلمين.. هم أقل من نسبة 5 في المئة".
وأضاف قائلا: "هؤلاء السلفيون مُموَلون نفطيا.. امتلكوا المال بعد البترول، فانتهى بهم الأمر إلى أنهم يريدون أن يتغلبوا على العقل الإسلامي والعربي.. جاءوكم فغزوكم، وغزوا مصر.. كل يوم.. هؤلاء الوهابيون السلفيون.. لعنة على الفكر الإسلامي.. أقلية محضة.. لا يوجد شيخ أزهري منذ نشأة الأزهر حتى الآن كان حنبليا".
وأضاف: "الإمام ابن حنبل بمذهبه وابن تيمية وكل الأحفاد حتى محمد بن عبد الوهاب.. هؤلاء السلفية كلهم بتوع ابن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب.. لم يصلوا أبدا إلى مقعد الإمامة الكبرى.. إمامة شيخ الأزهر.. هذه العمامة لم تكن أبدا حنبلية، ولا سلفية.. طول الوقت إما حنبلي أو شافعي أو مالكي.. مذاهب الرحمة السمحة".
وتساءل إبراهيم عيسى: "متى كانت هذه الأقلية تتحكم فينا، وتسيطر علينا.. بغباوات شيوخها، وتطرف وعاظها؟".
وأجاب: "عندما امتلكت المال.. ومُدّت بالمال الذي دمر العالم العربي".
وشدد عيسى على أن "التفتيت والتفكيك الذي يحصل في سوريا واليمن وليبيا، والتطرف الذي يشري ويستشري.. في مصر وغيرها.. كله ممول ومدفوع من نفطيي الوهابية السلفية"، على حد زعمه.
وتابع قائلا: "ما كان لأحد أن يتوقف عند هذه الفكرة، ولا هذه المدرسة الفكرية في التاريخ.. طول الوقت متشددة وغليظة وفظة ومستنكَرة ومنكورة، ومستبعَدة ومهجورة، والغالبية الإسلام السمح.. المنفتح المتحرر، حتى كبسوا (هجموا) على الشعب العربي كله.. عندما امتلكوا الفلوس.. الريالات، والدنانير".
وأضاف عيسى محرّضا: "أنتم تدفعون ثمن أن المتطرفين الغلاة أثرياء وأغنياء.. بيعملوا إيه بأموالهم.. يمزقون الوطن العربي.. قل لي عملوا إيه غير الفتنة في كل بقعة عربية.. هؤلاء السلفيون.. اللي الدولة المصرية متواطئة مدلسة معهم"، على حد قوله.
جزء من هجوم شامل
ويأتي هذا الهجوم من قبل إبراهيم عيسى على "السلفية الوهابية" جزءا من هجوم شامل أوقف عيسى حياته عليه، سواء من خلال جريدة "المقال" اليومية، التي يرأس تحريرها، ذات التمويل الغامض، والسعر الأرخص بين الصحف المصرية (ثمنها جنيه واحد).
وكذلك من خلال برنامجه التلفزيوني "مع إبراهيم عيسى"، على قناة "القاهرة والناس"، أو الندوات والمؤتمرات والفعاليات العامة.
وآخرها مؤتمر "لا لمحاكم التفتيش" الذي نظمه الحزب العلماني المصري بنقابة الصحفيين، الثلاثاء، إذ قال فيه إن "مصر عادت إلى الوراء بسبب الغزو الوهابي منتصف السبعينيات، وأصبحت دولة تتبع لا تُتبع، وفقدت هويتها المدنية".
وأضاف أن "الدولة تقول إنها تحارب الإرهاب، لكن العكس يحدث، الدولة تحمي الإرهابيين، ومُستعدة في الوقت ذاته لمحاكمة كاتب على رواية".
وتابع هجومه بالقول إن "الدولة المصرية تعيش حالة من الانفصام؛ بسبب مخالفتها للدستور، وهي حالة تذكرني بسعاد حسني في فيلم بئر الحرمان وقورة صباحا، وتحت أعمدة الإنارة ليلا"، بحسب وصفه.
مع الثورة وضدها
يشار إلى أن إبراهيم عيسى إعلامي مصري من مواليد تشرين الثاني/ نوفمبر 1965، تولى رئاسة تحرير صحيفة "الدستور" اليومية حتى أقاله مالكها السيد البدوي في تشرين الأول/ أكتوبر 2010؛ بسبب إصراره على نشر مقال لمحمد البرادعي عن حرب أكتوبر.
التحق بالعمل في مجلة "روز اليوسف" منذ أن كان طالبا في السنة الأولى من كلية الإعلام. وقدم برامج عدة أبرزها "على القهوة"، و"بلدنا بالمصري"، و"مع الصحابة"، في رمضان"، الذي أثار جدلا واسعا بسبب تناوله قضية "الفتنة الكبرى".
ثم قدم لفترة برنامجا بعنوان "صالون إبراهيم عيسى" على قناة "الجزيرة مباشر"، وعقب ثورة 25 يناير، أنشأ مع آخرين قناة "التحرير" الفضائية، حيث قدم فيها برنامج في الميدان" مع محمود سعد وبلال فضل وعمرو الليثي، ثم تركها وأشيع انه باع حصته لرجل الأعمال سليمان عامر الذي قام بتغيير سياسات القناة.
وبعد توقفه لفترة، عاد إلى الظهور عقب انتهاء انتخابات مجلسي الشعب والشورى، ليطل علي قناة "ontv" لصاحبها رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، عبر برنامج "السادة المرشحون"، ثم أصبح "السادة المرشحون سابقا"، وذلك بعد إعلان نتيجة المرحلة الأولى، وختم البرنامج بعد يوم واحد من إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة.
شارك في ثورة 25 يناير 2011، لكنه شهد في محاكمة حسني مبارك بأنه لم يقتل الثوار، كما احتفظ بعلاقات دافئة مع المجلس العسكري، وعندما تولى الرئيس محمد مرسي الحكم سخر كل أدواته ومقالاته وبرامجه للهجوم عليه، والانتقاص منه، والتحريض على الإخوان المسلمين.
وعقب الانقلاب العسكري، كشف عن اجتماعات سرية جمعت بينه وبين رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ثم كان أحد الأذرع الإعلامية له بعد انقلابه، واختاره السيسي ليدير حوارا معه لدى تهيئه للتنصيب رئيسا للبلاد.
ويحتفظ إبراهيم عيسى بعلاقات وثيقة بنجيب ساويرس، وفي الوقت الذي يهاجم فيه الفقه الإسلامي، والحجاب، وصحيح البخاري، لا يستطيع الاقتراب بالنقد من أي دين غير الإسلام، ولا نقد أي تيار بخلاف التيار الإسلامي.