لم يمنع كل الفشل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الذي تعيشه
مصر تحت قيادة رئيس الانقلاب العسكري عبدالفتاح
السيسي منذ الانقلاب في تموز/ يوليو 2013، من أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني
بلير بمدح السيسي، بل زاد ووصفه بقائد المنطقة.
وقال بلير، خلال كلمته بافتتاح المنتدي الدولي الأول للإعلام العالمي الذي ترعاه قناة "الغد العربي" الممولة من الإمارات ويديرها القيادي الفتحاوي الفلسطيني محمد دحلان، إنه "واثق في قيادة مصر للمنطقة العربية في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد خروج جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من الخطر الكبير في الشرق والغرب، والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشرق الأوسط".
كلام بلير عن السيسي جاء في وقت ينهار فيه الجنيه المصري أمام الدولار، وإخفاق في العديد من زيارات رئيس الانقلاب إلى دول أوروبا، كان آخرها بريطانيا بحسب ما يصف مراقبون، فضلا عن أزمة السيول وتصريفها التي خلفت خسائر فادحة للمواطنين وأزهقت أرواحهم، وحتى آخر المشاكل وهي منع العديد من الدول رعاياها من السفر إلى مصر بسبب حادثة الطائرة الروسية.
وبيّن بلير، عبر القناة التي تبث من مصر والتي اعتبر العديد من المراقبين أن هدفها مواجهة الإسلاميين في المنطقة عموما ومصر خصوصا، أنّ "الشرق الأوسط يجب أن يكون هو مكان هزيمة هذه الأيديولوجية، ويجب أيضا إخراجهم من أراضي سوريا والعراق وليبيا واليمن".
وتابع بلير: "تظل مشكلة الإرهاب متجذرة وعميقة جراء تراكم السياسات الخاطئة، وسوء استخدام الدين، وتسييسه على مدى السنوات الطويلة".
وأوضح أن "قوى كانت تعمل في هذه المنطقة، سواء من الحرس السياسي القديم أم من الأشخاص الذين ظلوا في السلطة لسنوات طويلة، لم يتمتعوا برؤية مستقبلية لبلادهم، والإسلاميون الذين كانوا منظمين بأعداد كبيرة، والليبراليون الموجودون بعدد كبير ولكن دون تنظيم.. كلها أوضاع سياسية صعبة داخل المنطقة العربية، ومثيرة للبس والجدل أيضا للعالم الغربي".
وأشار إلى أن تعليم الشباب وتنمية الاقتصاد أصبحا عاملين رئيسين من أجل مواجهة الإرهاب، مشددا على أنه رغم تفاقم الأزمات في عدة دول عربية، فإن القضية الفلسطينيية ما زالت وستظل ذات أهمية كبيرة بالنسبة لحاضر ومستقبل المنطقة العربية.