اتهم الإعلامي الموالي لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، "إبراهيم عيسى"، كلا من علماء
الأزهر في
مصر، وهيئة "كبار العلماء" في السعودية، بالنصب والتطرف.
جاء ذلك في برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، مساء الأحد، وفي مقال جديد له بجريدة "المقال"، الاثنين، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان "توقفوا عن النفاق وواجهوا الوهابية كي يأمن العالم من الإرهاب المتأسلم"، وذلك تعليقا على
التفجيرات التي ضربت مناطق عدة بالعاصمة الفرنسية باريس الجمعة، وأسفرت عن مصرع وإصابة المئات.
وفي برنامجه قال عيسى: "إن مرتكبي تفجيرات باريس، يقتلون باسم الإسلام، ويعتقدون أنهم المسلمون حقا، ويفعلون ذلك مستندين إلى أحاديث نبوية موجودة في البخاري، واستنادا إلى ابن تيمية، والوهابية".
وخاطب عيسى علماء الأزهر قائلا: "ارحموا الإنسانية، واطلعوا ردوا، وقولوا إن هذا فهم ضيق مكفر.. حرام عليكم.. انتوا هاتقعدوا تنصبوا على الناس، والدنيا، والإنسانية إلى متى؟!".
في الوقت نفسه، شن عيسى حملة على "هيئة كبار العلماء" السعودية.
وقال في مقاله بجريدة "المقال"، الاثنين، إن "قراءة متأملة لبيان من تسميهم السعودية (هيئة كبار العلماء) عندها كفيلة بأن تدرك أن الوهابية تدمر العالم، وتحرقه ثم تصدر بيانات لإدانة الحريق"، على حد زعمه.
وكانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء دانت السبت الهجمات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الفرنسية باريس، مؤكدة أن هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام، وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين.
وقالت الهيئة - في بيان أصدرته - إن هذه الأعمال الإرهابية وغيرها مما وقع مؤخرا هي امتداد للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري المجرم وأعوانه ضد الشعب السوري الأعزل الذي يمطره بوابل من البراميل المتفجرة.
وأضاف البيان أنه خرج من عباءة هذا النظام تنظيم داعش الإرهابي الذي يتبادل الأدوار مع نظام بشار، وإن غض العالم الطرف عن ذلك هو الذي أدى إلى هذه الجرائم المروعة.
ونبهت الأمانة إلى أن "القضاء على الإرهاب يستدعي تكاتف الجهود بمحاربته، أيا كان مصدره، بموقف
أخلاقي موحد، لا يفرق بين إرهاب وإرهاب، حسب النظرة المصلحية الضيقة".
لكن عيسى تطاول على علماء الهيئة، وقال إن "هيئة متطرفي علماء السعودية"، قالت إن "هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام، وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين"، متسائلا: "هل هم علماء فعلا؟ ومتى كان وعاظ النقل وحفاظ العنعنات علماء؟".
ومقللا من أهمية ما جاء في البيان، قال عيسى: "ماشي.. أهو كلام مثل كل الكلام المكرر اللي لا يودي، ولا يجيب، الذي تبغبغ به ببغاوات الفضاء العربي بعد كل مصيبة يرتكبها مسلمون إرهابيون".
واستدرك بأن "الأدهش هنا هو ما يضيفه ذلك البيان من أن: هذه الأعمال الإرهابية وغيرها مما وقع مؤخرا هي امتداد للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري المجرم وأعوانه ضد الشعب السوري الأعزل الذي يمطره بوابل من البراميل المتفجرة".
وهنا استدعى عيسى مخزونه في الدفاع عن النظام السوري، وبشار الأسد، والحوثيين، والشيعة، معتبرا أن كل من يعارض "بشار الأسد" إرهابيا.. فقال: "إن هذا الخطل هو مفتاح فهم مدى الكراهية السوداء ضد سوريا في قلب الوهابية بمتطرفيها العلماء، ومتطرفيها الإرهابيين، بهيئة كبار علمائها أو بهيئات النصرة وأحرار الشام، وكل أذنابها الممولة بالمال النفطي، حتى إنها تصمم على إلحاق جريمة داعش والإرهاب الوهابي المتسلف بالنظام السوري"، وفق ادعائه.
وأضاف: "النظام السوري جرائمه كثيرة، لكن ليس منها تمويل الإرهابيين، ولا إمدادهم بالسلاح". وأضاف لامزا: "ولا الدعاء لهم على منبر الحرم".
ثم تساءل: "أي تضليل وتزوير أكثر من هذا البيان يؤكد لك عدمية انتظار أي تغيير في العقل الوهابي الذي تضيف فيه هيئة كبار (ما بالك بالصغار إذن)، أنه قد خرج من عباءة هذا النظام ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، داعش الإرهابي، الذي يتبادل الأدوار مع نظام بشار، وإن غض العالم الطرف عن ذلك، وهو الذي أدى إلى هذه الجرائم المروعة".
وفي قلب تام للحقائق قال عيسى: "لاحظ أن داعش لم يكن موجودا في سوريا إلا عندما قررت السعودية وتركيا وقطر عسكرة الاحتجاج الشعبي في سوريا، وتحويله إلى عصابات السلفيين والوهابيين".
وأردف: "لقد قالت الهيئة في بيانها إن (القضاء على الإرهاب يستدعي تكاتف الجهود بمحاربته أيا كان مصدره بموقف أخلاقي موحد لا يفرق بين إرهاب وإرهاب حسب النظرة المصلحية الضيقة)".
ولم ترق هذه الفقرة لعيسى، وعلق عليها بالقول: "إنها (أي الهيئة) تقصد أن استبداد بشار إرهاب"، مستطردا: "كأن هيئة كبار السعودية جمعية ديمقراطية في واحة الشرق الأوسط الديمقراطية بالرياض، وتطالب بالمواجهة للإرهابيين: البشاري والداعشي، على طريقة (سيب وأنا أسيب)، واجه لي بشار أواجه لك داعش"، بحسب قوله.
وأضاف: "حسنا، الموقف الأخلاقي الذي تطالب به تلك الهيئة سليم تماما من حيث المبدأ، ومنطقي جدا، ونؤيدها فيه، ونبني عليه حقيقة واحدة، هي أن مواجهة الإرهاب تحتاج فعلا لموقف أخلاقي موحد لا يفرق بين إرهاب داعش، وإرهاب الوهابية".
واختتم مقاله بالقول: "غير كده مجرد نفاق رخيص، وجبان"، وفق قوله.
ويُذكر أن دفاع عيسى عن نظام بشار الأسد يأتي ضمن منظومة فكرية عبر عنها دوما في دفاعه المستميت، ليس عن بشار فقط، وإنما أيضا في دفاعه عن إيران والحوثيين والشيعة، وفي دفاعه عن العلمانية، ومهاجمته لكل أشكال الالتزام الإسلامي السني (إخوانيا أم سلفيا أم جهاديا)، فضلا عن مهاجمته الشريعة الإسلامية والفقه والحجاب والصحابة وأمهات المؤمنين، في وقت يدافع فيه عن الصوفية والكنيسة والصهاينة، ولا يقترب من نقد أي دين بخلاف الإسلام، ولا حتى أي حركة دينية أرضية، ولو كانت "الزرادشتية"، وفق مراقبين ومحللين.