ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن
روسيا وفرت نقلا جويا لعناصر المليشيات المؤيدة لنظام بشار
الأسد، ونقلتهم إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال مع قوات
المعارضة السورية.
وقالت لويزا لافلاك ورولاند أوليفانت في تقريرهما إن موسكو قامت بنقل عناصر المليشيات، في إشارة إلى الدور المتزايد الذي باتت تؤديه روسيا من خلف الأضواء في الحرب السورية، بعد سبعة أسابيع من التدخل الروسي لمساعدة رئيس النظام السوري، وحرف ميزان الحرب لصالحه.
ويشير التقرير إلى الصور التي نشرت على الإنترنت هذا الشهر، وأظهرت مقاتلا آشوريا من "قوات حماية غوزارتو" في غرب محافظة حمص، وهو يحاول الاستعداد لحماية قرية صدد من هجوم تنظيم الدولة في العراق والشام.
وتورد الصحيفة أن المجموعة التي تقاتل إلى جانب الأسد تقول إن الطائرات الروسية هي التي قامت بنقل المليشيات إلى البلدة.
ويلفت الكاتبان إلى أن روسيا قد تدخلت في
سوريا في 30 أيلول/ سبتمبر، وقامت بشن غارات جوية على جماعات المعارضة السورية التي تقاتل نظام بشار الأسد. وقدم الطيران الروسي دعما للقوات التابعة للنظام السوري وحملته البرية ضد مقاتلي المعارضة في أنحاء البلاد كلها.
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن عدد القوات الروسية يصل الآن إلى حوالي أربعة آلاف جندي، إلا أنه لم يحدث سوى تقدم بسيط. لافتا إلى أن الدول الداعمة للمعارضة، مثل السعودية وقطر وتركيا، قامت بنقل أسلحة جديدة ونوعية للمعارضة؛ ردا على الدعم الروسي لنظام الأسد.
وتذكر الصحيفة أن الكرملين اعترف بأنه أرسل مستشارين إلى سوريا، ولكنه لم يعترف بتقديم دعم للمليشيات المؤيدة لنظام الأسد، التي يعتمد عليها نظامه الآن بشكل كبير.
ويكشف الكاتبان عن أن
إيران، الحليف الآخر للنظام السوري، نشرت عشرات الآلاف من عناصر المليشيات الشيعية، الذين جاءوا من لبنان والعراق وأفغانستان. وهو ما خفف الضغوط التي يتعرض لها النظام، الذي تراجع جيشه بسبب الانشقاقات والخسائر التي تكبدها بعد حوالي خمسة أعوام من الحرب.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن هناك تقارير تقول إن روسيا قدمت المساعدة لبعض هذه المليشيات. وفي يوم السبت، نشر أحد المدونين الروس، واسمه إيفا سيدورينكو، صورة زعم أنها تظهر أحد عناصر المليشيات الشيعية وهو يقف أمام مروحية روسية وصلت حديثا إلى سوريا.
وتقول الصحيفة إن المقاتلة الروسية ونوعها "أم آي-8 إي أم أس أتش" كانت تحمل رقم "222"، وقد التقطت لها صورة في السابق في مطار تولمتشيوف في سيبريا، وهي القاعدة العسكرية التي نقلت روسيا منها عددا من المروحيات الجديدة لدعم الأسد.
ويبين الكاتبان أنه ليس من الواضح لأي كتيبة ينتمي هؤلاء الرجال، فهناك الآلاف من حركة النجباء وكتائب حزب الله المدعومة من إيران، يقاتلون الآن جماعات المعارضة للسيطرة على مدينة حلب.
وينقل التقرير عن خبراء قولهم إن قرار الروس نقل المروحيات قريبا من الجبهات يسمح لهم بزيادة كثافة العمليات، مشيرا إلى أن هذا القرار يعرض حياة المقاتلين للخطر، ويعرقل العمليات اللوجيستية، ويشتت قدرات القوات على توفير الحماية.
وتورد الصحيفة أن مجلة "حينز ديفنس ويكلي" المتخصصة في شؤون الدفاع، قالت إن هذا التحرك يعبر عن "المخاطرة وتعريض حياة الجنود للخطر، ويزيد من حجم الدعم القتالي الذي توفره الفرق في سوريا للقوات المؤيدة للنظام، التي تقاتل على خطوط القتال".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولا أمريكيا قال إن روسيا نشرت مروحيات قتالية إلى وسط سوريا، ومحافظتي حمص وحماة، بالإضافة إلى 38 مقاتلة في القاعدة العسكرية حميمين في اللاذقية.