أعلن مسؤولون أمنيون أوروبيون مساء الأربعاء أن قوات كوماندوز فرنسية قتلت العقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود، وهو مواطن بلجيكي من أصول عربية يبلغ من العمر 27 عاما، وذلك في نهاية عملية أمنية معقدة اشتبكت خلالها مع عدد من المسلحين في أحد أحياء العاصمة الفرنسية.
ونقل الموقع الإلكتروني لجريدة "ديلي ميل" البريطانية عن اثنين من كبار المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأوروبية تأكيدهما أن العملية الأمنية التي بدأت فجر الأربعاء انتهت مساء بمقتل أباعود، الذي وصفوه بأنه "زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في فرنسا".
ولم تعلن السلطات الفرنسية حتى لحظة كتابة هذا الخبر نبأ مقتل أباعود، كما أنها لم تنف المعلومات عن مقتله، فيما خاض عدد كبير من قوات الكوماندوز الفرنسية معركة حامية منذ الصباح في إحدى ضواحي باريس، حيث قيل إن شقة كان يتحصن فيه مسلحون تمت مداهمتها، فيما قامت سيدة بتفجير نفسها قبل أن يتم اعتقالها من قبل قوات الشرطة الفرنسية.
وبحسب المعلومات التي نشرتها "ديلي ميل" فإن أكثر من 100 من قوات الكوماندوز الخاصة داهمت الشقة المشتبهة والواقعة في حي "ساينت ديبيس"، حيث كان يسود الاعتقاد أن أباعود ومعه ستة مقاتلين آخرين يتحصنون بداخلها.
وقالت مصادر أمنية في فرنسا إن أكثر من 5 آلاف رجل شرطة من قوات الكوماندوز الفرنسية شاركوا في العملية، واشتبكوا مع المسلحين الذين يشتبه في صلتهم بالهجمات التي ضربت باريس مساء الجمعة الماضية.
وقال المدعي العام الفرنسي فرانسيز مولينز مساء الأربعاء إن العملية الأمنية انتهت بمقتل شخصين، أحدهما سيدة قامت بتفجير نفسها قبل أن يتمكن رجال الشرطة من اعتقالها، أما الآخر فقضى في تبادل لاطلاق النار، لكن لم يتم تحديد هويته بشكل مؤكد بسبب الظروف الصعبة التي تحيط بمكان العملية.
وتابع مولان أن أباعود ليس ضمن المعتقلين، دون أن يذكر إن كان بين القتلى أم لا، وكانت مصادر مطلعة على التحقيقات ذكرت أن امرأة فجرت نفسها بحزام ناسف بين القتلى ويعتقد أنها ابنة عم أباعود، وأضافوا أن المحققين سوف يجرون تحليل الحمض النووي "DNA" لأشلاء جثة في مكان الانفجار للتأكد مما إذا كانت تعود لأباعود أم لا.
وأكد مولان أن "جميع الأدلة" تظهر أن المعتقلين أو من قتلوا خلال العملية كان يمكن أن ينفذوا اعتداءات جديدة بعد الهجمات التي شهدتها باريس، الجمعة الماضية، وأسفرت عن مقتل حوالي 150 شخصا، وأشار إلى أن السلطات عثرت على هاتف في سلة قمامة قرب مسرح "باتاكلان" للحفلات وعليه رسالة جاء فيها: "انطلقنا وسوف نبدأ".