دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، عن حق بلاده في حماية حدودها بعد أن أسقطت مقاتلات تركية طائرة حربية قرب الحدود السورية، وهو حادث قالت تركيا إنها بذلت كل ما في وسعها لتفاديه، في حين أعلنت روسيا قطع كل العلاقات العسكرية مع تركيا.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة "على الرغم من أنه تم تحذيرها عشر مرات في خمس دقائق فإنها كانت متجهة صوب حدودنا وأصرت على مواصلة انتهاكها"، وأضاف أن هذه التصرفات تتفق تماما وقواعد الاشتباك التركية.
وتابع كلامه قائلا "ينبغي ألا يشك أحد في أننا بذلنا أقصى ما في وسعنا لتفادي هذا الحادث الأخير، ولكن يجب على الجميع احترام حق تركيا في الدفاع عن حدودها."
وقال أردوغان أيضا إن تركيا وبالتعاون مع حلفائها ستنشئ قريبا "منطقة إنسانية آمنة" بين جرابلس السورية وشاطئ المتوسط.
روسيا تقطع علاقاتها العسكرية
إلى ذلك، أعلنت هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية قرار موسكو بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع
أنقرة على خلفية إسقاط طائرة "سو-24" الروسية في
سوريا من قبل سلاح الطيران التركي.
وجاء في بيان صحفي نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية مساء الثلاثاء 24 تشرين الثاني/ نوفمبر أنه من الآن فصاعدا ستقوم الطائرات القاذفة بجميع طلعاتها فقط تحت حماية المقاتلات، بحسب موقع قناة "روسيا اليوم".
وجاء في البيان أن إجراءات ستتخذ لتعزيز الدفاع الجوي، ومنها تموضع الطراد "موسكو" المزود بمنظومة صواريخ "فورت" المضادة للطائرات (مثيل لمنظومة "إس-300" الشهيرة) في ساحل اللاذقية. وحذرت الأركان العامة أن "جميع الأهداف التي ستمثل خطرا محتملا علينا سيتم تدميرها".
وقدم البيان تفاصيل إسقاط طائرة "سو-24أم" المخصصة للهجوم الأرضي وقال إنها أسقطت بإطلاق صاروخ قريب المدى من مقاتلة "إف-16" تابعة لسلاح الجو التركي، مشيرا إلى أن وسائل المراقبة الميدانية لم تسجل أي محاولات لطاقم الطائرة التركية للاتصال مع طاقم الطائرة الروسية.
وذكرت هيئة الأركان أن إصابة الطائرة حصلت فوق أراضي سوريا على بعد 4 كلم من حدودها مع تركيا، وقفز طاقمها منها بالمظلات، فيما تشير المعلومات الأولية إلى مقتل أحد الطيارين بنيران من الأرض.
بان كي مون يبدي قلقه
وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "قلقه البالغ، إزاء إسقاط القوات الجوية التركية لطائرة حربية روسية".
وحث بان كي مون، كل الأطراف المعنية (أنقرة و موسكو)، على اتخاذ إجراءات عاجلة، لتخفيف تصاعد التوترات، ويأمل في أن تؤدي المراجعة الشاملة وذات المصداقية للحادثة، إلى إيضاح الأحداث، والمساعدة في منع تكرارها في المستقبل".
جدير بالذكر، أن طائرتين تابعتين للسلاح الجوي التركي من طراز "إف-16"، أسقطتا مقاتلة روسية صباح اليوم، بموجب قواعد الاشتباك، عقب تحذيرها 10 مرات خلال خمس دقائق.
وكانت رئاسة الأركان التركية قد ذكرت في بيان لها على موقعها الإلكتروني، صباح اليوم، أنّ مقاتلة "مجهولة الهوية" (تبين لاحقا أنها روسية)، واصلت انتهاكها الأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت إثر ذلك، طائرتين تركيتين من طراز (F 16)، كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها في تمام الساعة 09:24 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي.