مسؤول تونسي: كل هجمات تونس تم التخطيط لها في ليبيا
تونس- أ ف ب27-Nov-1508:47 PM
شارك
قال إن المهربين يساعدون الانتحاريين لدخول تونس- تويتر
أعلن وزير دولة تونسي الجمعة أن "كل" الهجمات الدامية التي حصلت في تونس تم التخطيط لها في ليبيا الغارقة في الفوضى، غير مستبعد أن تعيد بلاده فرض تأشيرة على الليبيين، بعد أيام من هجوم، تبناه تنظيم الدولة، استهدف الأمن الرئاسي التونسي.
وقتل الثلاثاء 12 من عناصر الأمن الرئاسي وأصيب 20 آخرون، عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي (26 عاما) يرتدي حزاما ناسفا يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس.
وقال رفيق الشلي كاتب الدولة المكلف بالأمن في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة، "كل شيء (..) يتم التحضير له في ليبيا، وقيادات المجموعات الإرهابية التونسية موجودة في ليبيا".
وذكر بأن منفذي هجومين داميين استهدفا هذا العام متحف باردو في العاصمة تونس وفندقا في سوسة (وسط شرق) "ذهبوا إلى ليبيا وتكونوا في ليبيا، ونحن نعرف أماكن ومراكز التدريب، لديهم تكوين عقائدي وتدريب عسكري".
وأسفر الهجومان اللذين وقعا على التوالي في 18 آذار/ مارس و26 حزيران/ يونيو الماضيين عن مقتل 59 سائحا أجنبيا، وشرطي تونسي وقد تبناهما تنظيم الدولة.
وإثر هجوم الثلاثاء فرضت تونس حالة الطوارئ في كامل البلاد لمدة 30 يوما وحظر تجوال ليلي لأجل غير مسمى في العاصمة وأغلقت حدودها البرية مع ليبيا لمدة 15 يوما.
تعاون الانتحاريين والمهربين
وأضاف رفيق الشلي أن الانتحاريين التونسيين يخرجون إلى ليبيا ثم يعودون إلى تونس "خلسة عن طريق المهربين"، و"يوم تأتيهم التعليمات والسلاح يقومون بالعملية"، لافتا إلى "أن هناك تحالفا بين المهربين والإرهاب" في تونس.
وتشترك تونس وليبيا في حدود برية بحوالي 500 كلم، ينشط على طولها مهربو الأسلحة والمحروقات والبضائع، وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل أكثر من عام.
وساعد الفراغ السياسي وانعدام الأمن المستمر على وجود تنظيم الدولة في البلاد منذ 2014 حيث تبنى عدة اعتداءات، والثلاثاء الماضي فرضت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يوما، وحظر التجول ليلا في "تونس الكبرى" التي تضم ولايات تونس واريانة وبن عروس، وأغلقت الحدود البرية مع ليبيا.
وقال المسؤول التونسي "ليبيا أصبحت خطرا؛ لذلك لا بد من أخذ الاحتياطات ويلزمنا اتخاذ قرارات جريئة منها ومبدئيا غلق المعابر (الحدودية) الرسمية، ولنا برنامج لمزيد تعزيز الحدود التونسية الليبية من الناحية الصحراوية وكذلك البحرية".
وأوضح أن "الحرس البحري والجيش البحري (أصبح) عندهم تعزيزات أخرى للتحكم أكثر في خط الحدود البحرية التونسية الليبية، لأنها قريبة، ويمكن أن يأتي (الجهاديون) من هناك".
وقال من المحتمل أن "نعيد التأشيرة الليبية خاصة أن هناك (..) عديد من جوازات السفر في ليبيا (منها) عديد الجوازات في يد داعش والمجموعات الإرهابية"، مضيفا أنه "يلزم أن نتخذ نحن في تونس احتياطاتنا، وهذه الاحتياطات يلزمها قرارات سياسية".
وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي يزور تونس أن بلاده التي قتل 30 من سياحها في الهجوم على فندق سوسة "واعية بالتهديد الذي تواجهه (تونس) بسبب ما يحصل في ليبيا".
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي الطيب البكوش "سنعمل معكم على الأمن الحدودي (..) لحل طويل المدى لليبيا وهزيمة داعش في ليبيا" متعهدا بمساعدة تونس على تحسين قدراتها الأمنية الداخلية.
منفذ الهجوم معروف لدى الأمن
وأضاف رفيق الشلي أن الانتحاري حسام العبدلي الذي فجر حافلة الأمن الرئاسي "له توجه ديني متطرف"، وقد سبق توقيفه وبحوزته كتب دينية (تكفيرية)، و"إحالته على العدالة" لكنها أطلقت سراحه.
ومساء الخميس قال النقابي الأمني مهدي الشاوش، لتلفزيون "نسمة" الخاص، إن قوات الأمن داهمت في 20 آب/ أغسطس الماضي منزل (الانتحاري) حسام العبدلي وعثرت في سطحه على "برميل" يضم كتبا "تكفيرية"، ووثائق تصف سياسيين تونسيين بـ"الطواغيت" فتم إيقافه لكن النيابة العامة أفرجت عنه.