دعا ممثل معروف في دراما تاريخية عن بلاط الملك البريطاني هنري الثالث، إلى التحاور مع الجهاديين، وعقد سلام معهم، بدلا من ضربهم.
وتأتي تصريحات الممثل مارك
ريلانس في ضوء الجدل الدائر حول الخطط الحكومية للمشاركة في ضرب
تنظيم الدولة في العراق والشام، ومهاجمة قاعدة وجودهم السورية في الرقة.
وقال نجم "وولف هول" (قاعة الذئب) في تصريحات نقلتها صحيفة "ميل أون صاندي" إن المتطرفين المجرمين ليسوا أعداء. وأشار إلى التظاهرة التي خرجت يوم أمس؛ للاحتجاج على المشاركة البريطانية في الحرب، قائلا إن هناك أشخاصا شاركوا في التظاهرة يشعرون بالظلم الذي حل على المنطقة.
ويشير التقرير إلى أن ريلانس ربط شعورهم بالظلم بالمغامرات الغربية في العراق، حيث ارتكب الغربيون جرائم قتل للمدنيين. وقد انتقد عدد من السياسيين ريلانس على تصريحاته "الخطيرة".
وتفيد الصحيفة بأن ريلانس قد شارك في تظاهرة أمام مقر الحكومة البريطانية، نظمتها حملة "أوقفوا الحرب"، وذلك قبل التصويت الذي ستجريه الحكومة في مجلس العموم، حيث ستقرر بناء عليه إرسال طائرات حربية لضرب الجهاديين في سوريا.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أنه عندما سئل ريلانس عن الكيفية التي ستقوم فيها الحكومة بالتحاور مع قتلة ومجرمين، مثل زعيم التنظيم أبي بكر
البغدادي، أجاب قائلا: "عليكم التحاور مع الأشخاص الذي يعملون معه، وهل تقولون لي أن ضرب الناس حوله سيترك أثرا عليه؟".
وتبين الصحيفة أن ريلانس أشار إلى أن النزاعات العنيفة لم يتم حلها، إلا عبر الجهود السلمية، والتواصل مع الأشخاص الذين نظر إليهم على أنهم إرهابيون. واشار إلى زعيم شين فين، الفرع السياسي للجيش الإيرلندي الحر، جيري آدامز، وإلى نيلسون
مانديلا، قائلا: "قيل لنا إنه لا يمكن الحديث معهم، ولكننا في النهاية تحدثنا معهم، ولم يعودوا أعداء لنا، فقد كانوا أناسا غاضبين ويشعرون بالظلم الذي حل عليهم، وقد يكونون مخطئين أو محقين في غضبهم".
وينقل التقرير عن ريلانس قوله إن الطريقة الوحيدة التي تم فيها تحقيق السلام كانت من خلال التواصل مع من تعتقد أنهم أعداء. وأضاف أن الغرب في مغامراته العسكرية في العالم العربي مذنب؛ لأنه قتل أبرياء.
وتذكر الصحيفة أن الجمهور المشارك في التظاهرة، الذين كانوا يحملون يافطات "لا تقصفوا سوريا"، ردوا بالموافقة على كلامه والتحية له. وقد شارك في التظاهرة النائب السابق عن حزب ريسبكت جورج غالواي، والنائب العمالية دايانا أبوت.
ويلفت التقرير إلى أن القادة العسكريين السابقين انتقدوا تصريحات ريلانس. وقال وزير الدفاع السابق ليام فوكس، الذي يصف تنظيم الدولة بـ"المجانين الذين يكرهون حياتنا": "مقارنتهم بنيلسون مانديلا وجيري آدامز ليست خطأ، ولكنها خطيرة".
وتختم "ميل أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن كيث فاز، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الداخلية، يقول: "مارك هو ممثل جيد، ولكن تحليله لشؤون الساعة خطأ. تنظيم الدولة لا يشبه أي جماعة عرفها العالم".