قالت صحيفة الأخبار
اللبنانية إن ترشيح النائب سليمان
فرنجية لرئاسة الجمهورية جاء نتيجة مشاورات في المطبخ السعودي باقتراح من وليد جنبلاط، وبمباركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
وبحسب ما كتب رئيس تحرير الصحيفة التابعة لحزب الله، إبراهيم الأمين، لمعت فكرة ترشيح فرنجية في رأس جنبلاط خلال زيارة للسعودية، بعد أن كان مقتنعا بترشيح ميشال
عون الذي يمثل بالنسبة للسعوديين ظل إيران في لبنان.
ومع رجوح الكفة لصالح "الطرف الآخر" في سوريا، متمثلا بالأسد وحزب الله بمساعدة روسيا، رأى جنبلاط أن التطورات قد تصب في مصلحة "الخصوم"، وأن ما يكن تحصيله اليوم على الساحة اللبنانية، قد يصبح حلما بعيد المنال لاحقا، وعليه يجب الإسراع في إيجاد حل.
وتابع الأمين: "كعادته، لم يتأخر جنبلاط في إثارة الأمر من حوله، إلى أن أنجز مروحة من الاتصالات شملت، في المرحلة الأولى، سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية. وتولى أصدقاء له، من مستشاري الحريري، تبادل الأفكار بين بيروت والرياض وباريس، إلى أن حُدّد له موعد لزيارة
السعودية، وهناك طرح الأمر بصورة أكثر وضوحاً".
وأشار جنبلاط على السعوديين، بتقديم عرض لـ"الطرف الآخر"، متمثلا بالشيعة والمسيحيين، لا يمكنهم رفضه باقتراح اسم فرنجية رئيسا، حتى ولو كان مقربا من نظام الأسد، فالأسد اليوم لا يملك كلمة في لبنان، بحسب المقال.
لم يبد السعوديون ممانعة من حيث المبدأ، غير أنهم لم يستعجلوا بإطلاق عمل سريع بهذا الاتجاه، وطلبوا من سعد الحريري التفاعل مع مبادرة جنبلاط، وأبلغت الأمريكيين والفرنسيين بنقل رسالة للرئيس الإيراني حسن روحاني مفادها الموافقة على انتخاب حليفهم فرنجية رئيسا للبنان، وعندها ستفرض إيران القرار على
حزب الله.
واتفق على عقد لقاء بين الحريري وفرنجية كانت نتيجته إبلاغ فرنجية بالموافقة على انتخابه رئيسا للجمهورية، والاستعداد لإقناع فريق 14 آذار، على أن يتولى هو مهمة إقناع فريق 8 آذار.
وقبل اللقاء كان فرنجية قد زار رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأمضى معه يوما عائليا استمر لساعات طويلة، وعرض عليه مقترح انتخابه رئيسا، الأمر الذي لم يتحفظ عليه الأسد، بل أشار عليه بمشاورة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأن رأيه من رأي "السيد حسن".
وتابع الأمين بأنه بعد أيام، قصد فرنجية نصر الله ومعه الملف بكامله. كان نصر الله في أجواء غالبية المعلومات، لكنه استمع من فرنجية إلى ما يساعده على نصحه، حيث نصحه بالتمهل وعدم الاستعجال، والانتباه لمن يريد تفكيك الجبهة، وأن وضع فريق نصر الله والأسد من حسن إلى أحسن في المنطقة، وأن عليه عدم إعطاء أي التزامات ففي الوقت متسع.
وتابع: "لم يخرج فرنجية من اجتماعيه مع الأسد ونصر الله بانطباع سلبي. لكنه لم يحصل على تفويض أو مباركة. وعندما ذهب إلى باريس، كان يريد التأكد من جدية الطرف الآخر. وحتى عندما عاد إلى بيروت، سمع من الرئيس نبيه بري العبارة الأوضح: لماذا لا يرشحك الحريري وجنبلاط علناً؟ فهذا يسهّل الأمر على الحلفاء".
"في هذا السياق، اقتراح اللواء جميل السيد بتوقف النقاش في فريق 8 آذار حول الأمر، في انتظار أن يحسم الفريق الآخر موقفه أولاً: ماذا تقول السعودية؟ وكيف يعلن الحريري موقفاً رسمياً؟ وكيف سيتصرف سمير جعجع؟".
وختم الأمين بأنه "عند هذه النقطة توقف البحث، وصار الجميع يمارس هواية الانتظار، ودخلوا في دائرة مفرغة: السعودية تنتظر فرنسا، وفرنسا تنتظر إيران، والحريري ينتظر فرنجية، وفرنجية ينتظر الحزب، والحزب ينتظر عون، وعون ينتظر جعجع، وجعجع ينتظر السعودية".