تشهد الساحة
اللبنانية حراكا في ملف ترشيح رئيس جديد للجمهورية، بعد تواصل الفشل باختيار البرلمان لرئيس بسبب الخلافات الطاحنة بين الأحزاب اللبنانية والوضع الإقليمي الضاغط في هذا الاتجاه.
وقالت صحيفة "اللواء" اللبنانية إن عرضا مغريا من تيار الحريري قدم لمشيل عون للخروج من السباق الرئاسي لصالح السياسي اللبناني
سليمان فرنجية، ويقضي بإعادة توزير الوزير الحالي جبران باسيل، وربما توزير العميد شامل روكز أيضا.
من جانبها، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن مرجعا بارزا في تيار "8 آذار" دعا الحريري إلى إصدار موقف علني يعلن فيه رسميا ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وما إذا كان موقفه هذا يعبّر عن تيار "المستقبل" حصرا، أم إنه يمثل فريق 14 آذار مجتمعا.
وأشارت إلى أن "المرجع" طلب من الحريري تظهير موقف واضح للرياض وواشنطن من الموضوع نفسه "خشية من مناورة حريرية، كما حصل سابقا مع عون، بهدف إطاحة ترشيح الأخير، ثم التراجع عن دعم فرنجية بذريعة غياب الإجماع المسيحي حوله".
ويجري التداول بمؤشرات توحي بأن الموقف السعودي من ترشيح فرنجية "إيجابي جدا"، وأن هذا ما كان يُفترض أن يعبّر عنه الحريري في تصريح علني تردّد أنه تريّث في إطلاقه في الساعات الأخيرة يتبنّى فيه ترشيح زعيم المردة. كذلك تردّد أن موعدا قد يكون حُدّد قريبا لزيارة للسعودية يقوم بها فرنجية، ويلتقي خلالها ولي ولي العهد محمد بن سلمان.
وفي سياق هذا السيناريو، قالت صحيفة الديار إن الحريري سوف يعقد مؤتمرا صحافيا خلال أيام قد يكون في أي لحظة أو مطلع الأسبوع القادم، يعلن فيه ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، إلا أن صحيفة النهار أكدت أن لا صحة لما تردد أمس عن عزم الحريري الإطلال إعلاميا للتحدث عن موضوع الانتخابات الرئاسية.
بدورها، قالت صحيفة السفير اللبنانية، إنه وبعد نحو أسبوعين على انعقاد لقاء باريس، فإنها لا تزال المواقف وردّات الفعل، حتّى الرمادية منها، على حالها، أقلّه في العلن.
وأضافت أن "الخطوة الثانية مطلوبة من الرئيس الحريري بإضفاء الطابع الرسمي على عرض المستقبل ولعل الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وحزب الله يتصرّفون على أساس أن معادلة فرنجية-الحريري أكثر جدّية بكثير من لقاءات التمويه التي استخدمت مع ميشال عون، وبالتالي تحتاج المسألة للعمل عليها بالمضمون وليس بالشكل، وخصوصا باتجاه المكون المسيحي".
ولفتت إلى أن "التخريجة كانت سعودية مستوحاة من مناخات التقارب مع سوريا سابقا، لكن يصعب اليوم الحديث عن إخراج مماثل في ظل التصعيد المستمر بين الرياض وطهران ودمشق، وآخر مظاهره فرض عقوبات من جانب المملكة على 12 شخصا ومؤسسات يعملون لمصلحة حزب الله".
من جانبها قالت صحيفة الأخبار، نقلا عن زوار الرابية معقل عون، إن الرجل "يشهد هدوءا لم يُعرف عنه في الوقت الذي أكدوا فيه أن من أسهل الأمور استثارته".
وتنقل مصادر قريبة من الرابية أن مستجدا لم يطرأ يستدعي إعلان موقف ما، بدليل أن النائب سليمان فرنجية نفسه كرّر، بعد جلسة الحوار الأخيرة، أن العماد عون "لا يزال مرشح فريق 8 آذار".
وقالت "الأخبار" إن هدوء عون، "وإن كان على زعل، ينبع من أمرين أساسيين؛ ثقة مطلقة بموقف حزب الله إلى جانبه رغم هواجس البعض، ويقينه بأن شراكة المسيحيين في النظام باتت أمرا واقعا لا يمكن للآخرين تجاهله".
ولفتت إلى أن الرابية ترى أن المعركة الحالية واحدة من جولات حربها لاستعادة "الحقوق الدستورية للمسيحيين" في لعبة الشراكة.
وقالت إن عناوين هذه المعركة هي أنه "لا رئاسة من دون قانون انتخاب يلحظ الحقوق المسيحية"، و"لا رئاسة من دون رزمة متكاملة تعيد إنتاج الدور المسيحي في النظام"، و"لا رئاسة مع قانون الستين" الذي سيعيد الحريري مع أكثر من 40 نائبا مسيحيا يرفعون الراية الزرقاء، و"هنا مربط الفرس" بحسب الصحيفة.