نشرت صحيفة نوفال أبسرفتور الفرنسية؛ تقريرا حول الجهادي الفرنسي سليم بن غالم، المتواجد في
سوريا ضمن صفوف
تنظيم الدولة، والذي أصبح من أبرز المقاتلين في التنظيم، وأخطر المطلوبين من قبل السلطات الفرنسية والأمريكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العاصمة الفرنسية باريس شهدت يوم الثلاثاء، انطلاق محاكمة سبعة أشخاص متهمين بالالتحاق بتنظيمات متشددة في سوريا، أغلبهم انضموا لصفوف تنظيم الدولة، ولكن المتهم الرئيسي في هذه القضية لم يكن موجودا.
وأضافت الصحيفة أن هذا المتغيب الأبرز عن المحاكمة التي ستتواصل جلساتها إلى يوم السابع من الشهر الجاري، هو سليم بن غالم، البالغ من العمر 35 سنة، والذي كان يعمل مشغلا رافعة في مدينة ضاحية كاشان في جنوب باريس. وقد تحول هذا الفرنسي إلى أحد أبرز عناصر تنظيم الدولة، كما شارك في استقطاب واستقبال المقاتلين الناطقين بالفرنسية وإدماجهم في صفوف التنظيم.
وذكرت الصحيفة أن سليم بن غالم؛ ظهر في شريط فيديو تم نشره على الإنترنت في شباط/ فبراير 2015، وهو يدعو "إخوته" في
فرنسا إلى محاربة "الكفار"، ويدعوهم لقتل الفرنسيين بالسكاكين والتبرؤ منهم، ورغم أنه تم استهدافه في عدة مناسبات بالغارات الجوية، فإن مصيره ظل غامضا.
وذكرت الصحيفة أن سليم بن غالم الذي تؤكد شهادات أصدقائه أنه كان شابا منحرفا يتعاطى المخدرات، دخل عالم التطرف عندما كان في السجن، مثل الكثيرين من المتشددين الفرنسيين. فقد دخل سجن فريني في سنة 2002 بعد ارتكابه محاولة قتل، وتشارك زنزانته مع سجين آخر هو محمد العيوني، الذي كان يقضي حكما بالسجن بسبب الانضمام لمجموعات متشددة، والمشاركة في القتال في العراق في سنة 2004.
وأشارت الصحيفة إلى أن بن غالم تحول في سنة 2011 إلى اليمن، صحبة شريف كواشي الذي شارك في تنفيذ هجمات شارلي إيبدو في مطلع العام الجاري، بهدف الالتحاق بمعسكر لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وهنالك تعلم استعمال السلاح. ثم في ربيع سنة 2013، ذهب بن غالم إلى سوريا، حيث انضم في البداية إلى جبهة النصرة، ثم انتقل إلى صفوف تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن سليم بن غالم تم التعرف عليه في سنة 2013، في شريط فيديو دعائي نشره تنظيم الدولة على شبكة الإنترنت، كما تؤكد الأجهزة الأمنية الفرنسية أنه ضالع صحبة مهدي نموش في احتجاز الصحفيين الفرنسيين الأربعة في سجن حلب، في الفترة الممتدة بين تموز/ يوليو 2013 ونيسان/ أبريل 2014.
وبذلك أصبح أبو محمد، وهو اسمه الحركي داخل التنظيم، على رأس أهداف العمليات الفرنسية في مدينة الرقة السورية. وقد تم استهدافه من قبل الطيران الفرنسي في الليلة الفاصلة بين الثامن والتاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولكن بقي مصيره مجهولا.
وقد حاول بعض مقربيه سابقا التواصل معه عبر السكايب، ولكنه وجه لهم رسالة صادمة، قال فيها: "في الدولة الإسلامية، العالم كله يريد قتلنا، ولكن الموت هو الهدف الذي نسعى لأجله".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تعتبر بن غالم "متطرفا فرنسيا، ينشط في سوريا ضمن تنظيم الدولة، ويقوم بعمليات قتل لفائدة هذا التنظيم". وفي أيلول/ سبتمبر 2014، تم تصنيفه ضمن قائمة أخطر 10 إرهابيين تبحث عنهم الولايات المتحدة. وفي أيار/ مايو من السنة نفسها، كان قاض فرنسي في محكمة قضايا
الإرهاب قد أصدر مذكرة توقيف دولية في حقه.
وذكرت الصحيفة أن زوجة سليم بن غالم وابنيه التحقوا به في سوريا، في تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2013، ولكن هذا الرباط العائلي لم يستمر لأكثر من بضعة أشهر، فقد عادت زوجته، كاهنة، إلى فرنسا في كانون الثاني/ يناير 2014، وإثر عودتها وصفت بن غالم بأنه "أصبح رجلا متعصبا ولا يأبه لأرواح الناس".
وقالت كاهنة لدى استجوابها من قبل جهاز المخابرات الفرنسية: "لقد قال لي سليم إنه إذا عاد إلى فرنسا، فإن ذلك سيكون من أجل تنفيذ عملية إرهابية، وإحداث أكبر ضرر ممكن. كما فسر لي أن تنفيذ الهجمات باستعمال القنابل لم تعد طريقة مواكبة للتجديد، وأن عمليات القتل الجماعي هي الأفضل".
اقرأ أيضا: أربعة من قادة تنظيم الدولة تطاردهم أوروبا بعد "أبا العود"