قدمت مجلة "
فورين بوليسي" قائمتها السنوية للمفكرين المئة المؤثرين على مستوى العالم. وضمت
القائمة عددا من الأسماء، بناء على معايير تتعلق بالثقافة أو صناعة القرار والإبداع وتوثيق القمع والفساد والبحث العلمي والفن ورجال المال والأعمال.
ويشير التقرير إلى أنه جاء على رأس قائمة صناع القرار العالمي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي ذكرت المجلة أنها شكلت السياسىة الدولية المتعلقة باللاجئين. ووزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم، التي جلبت معها عند توليها منصب الخارجية موضوع المساواة بين الرجل والمرأة، كما انتقدت السعودية؛ لسجلها في مجال معاملة المرأة، وهو ما أدى إلى توتر في العلاقات وإلغاء لصفقات السلاح بين البلدين.
وتبين المجلة أن قائمة المؤثرين ضمت الفريق الذي قاده المسؤولان في البيت الأبيض بن رودس وريكارد زونيغا، الذي أنهى فصلا من فصول الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وكوبا عمر نصف قرن. وكذلك وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، الذي قاد مفاوضات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، وانتقد برنامج التقشف الذي فرض على بلاده. وممثل إيران في وكالة الطاقة النووية علي أكبر صالحي، ووزير الطاقة الأمريكي إرينست مونيز، اللذان قادا المحادثات حول الحدود المسموح لإيران فيها بأن تقوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي، وحققا في هذا العام اتفاقا حول الكمية المسموح بها لإيران بتخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم.
واعتبر التقرير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المؤثرين؛ لأنه مارس دور صانع السلام، من خلال القصف الجوي في سوريا. وكذلك رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة، لتكيفها مع التحديات، خاصة أن بلادها تتعرض لمخاطر الغرق والفيضان.
وترى المجلة أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعاد منذ توليه المنصب في كانون الثاني/ يناير، تعريف دور بلاده في المنطقة، وتبنى موقفا حازما، خاصة ضد التأثير الإيراني هناك. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فقد حصل الأمير على سلطات لم يحصل عليها أمير من قبل. مشيرة إلى أنه في بلد يتراوح عمر الحكام فيها ما بين 70 إلى 80 عاما، فإنه ينظر للأمير على أنه يمثل الجيل الشاب في البلاد، فيما يحنق آخرون من الأمراء البارزين لتوليه مناصب ظلت تقليديا في يدهم.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن القائمة ضمت رئيسة جزيرة موريشوس أمينة غريب فاكيم؛ لاعتمادها على الطرق العلمية في التطوير، حيث أقامت متنزهات بيولوجية، وساهمت في إطلاق التحالف من تعزيز الجودة العلمية في أفريقيا.
وذكرت المجلة أنه في مجال التحديات الكبيرة جاء في القائمة عالم الآثار السوري خالد الأسعد، الذي رفض ترك مواقع تدمر الأثرية، حيث قتله تنظيم الدولة. والمحامية في مجال حقوق الإنسان في سيرلانكا راديكا كوموسراوامي. والمدعي العام البرازيلي رودريكو جانوت. وإيمون غليمور من إيرلندا؛ لدفاعه عن حق المثليين بالزواج. وكريستوفر وريغينا كترامون، مؤسسا محطة استقبال المهاجرين في مالطا.
واعتبرت "فورين بوليسي" زعيم حزب الشعوب الكردي صلاح الدين ديمرطاش من المؤثرين، لأنه قام بالوقوف أمام طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى كاثرين ميرفي؛ لجهودها في تشريع "الدعارة"، والوزيرة الأولى في اسكتلندا، لأنها خاضت السياسة في بريطانيا، والمدعية العامة الأمريكية لوريتا لينتش؛ لكشفها عن الفساد في كرة القدم. والنائبة الأفغانية شكرية بركزاي، التي وقفت أمام حركة طالبان.
ويورد التقرير أنه في مجال الإبداع والاختراع، فقد ذكرت المجلة تريزا جاكوفيبتش؛ لاختراعها مصفيات توفر المياه لـ 663 مليون نسمة. ونينا تاندون؛ لجهودها في مجال زراعة العظام وغيرهما.
وتبين المجلة أنه في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، فقد ضمت القائمة جوان ليو مدير منظمة أطباء بلا حدود في سويسرا، التي رفضت الانصياع لأوامر القوى الكبرى. ووي وي نو، التي أنشأت جمعية للنساء، لدورها في إعطاء صوت لمن لا صوت له. وصابينا سعيد من باكستان، التي أوجدت جوا في مجتمع غير ليبرالي.
ويفيد التقرير أنه في مجال الطب، فقد ضمت القائمة وليد حسانين، الذي قام بزراعة قلب في جامعة جورج تاون، وأسس "ترانس ميدك". وفي مجال القيادة الدولية، ذكرت المجلة بابا الفاتيكان فرانسيس؛ لدوره في التبشير وأهمية التعليم. وكذلك وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، الذي أدخل إجراءات وتنظيمات تتعلق بالطاقة في الإمارات ودول الخليج بشكل عام.
وذكرت المجلة في مجال التصدي للرواية الرسمية والصحافة وتوثيق القمع خديجة إسماعيلوفيتش من أذربيجان، التي قضت سنوات وهي تقوم بالتحقيق في الفساد في بلادها.
وبحسب التقرير، فإن المجلة اعتبرت حملة "الرقة تذبح بصمت" من الجماعات التي وثقت الحقيقة وما يجري من انتهاكات في ظل حكم تنظيم الدولة، وكذلك المدون السعودي رائف بدوي، الذي حكمت عليه محكمة بالسجن والجلد.
وضمت القائمة أسماء أخرى في عالم الزي والتجارة والمال والأعمال. وتقول المجلة إن عدد المفكرين المؤثرين هو في الحقيقة ليس مئة، ولكن 125 شخصا؛ لأنها قدمت أفرادا وفرق عمل. ولاحظت أن نسبة النساء فيها تبلغ 49.6% والرجال 51.4%.