من سيكون
شخصية العام الذي ستختاره مجلة "تايم" الأمريكية؟ سؤال يطرحه الكثيرون مع اقتراب العام الحالي من النهاية.
ويقول الكاتب في صحيفة "ديلي تلغراف" ديفيد بلير، إن محرري مجلة "تايم" ربما توفرت لديهم خيارات أخرى، ولكن الحقيقة المحزنة هي أن زعيم الدولة الإسلامية أبا بكر
البغدادي غيّر مسار التاريخ.
ويشير التقرير إلى أنه قبل عقد من الزمان كان هذا الرجل العراقي المجهول، الذي يدعى إبراهيم السامرائي، يقضي فترة سجنه في معتقل أمريكي. وفي الشهر الماضي صنفته الأمم المتحدة العدو رقم واحد في العالم. ولهذا فقد تحول السامرائي، المعروف بأبي بكر البغدادي، من شخص لا قيمة له إلى شرير دولي.
وتبين الصحيفة أنه في حالة غير مسبوقة، فقد أجمع مجلس الأمن الدولي على أن البغدادي يقود منظمة تمثل "تهديدا غير مسبوق". وجاء في القرار أن على كل دولة على وجه البسيطة أن "تتخذ الإجراءات كلها"، كي تدمر منظمته الغارقة بالدماء.
ويقول بلير إن تمرير قرار 2249 في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، يعلم ذروة مسيرة البغدادي الإجرامية. ويضيف أنه "لم يفعل شيئا غير الشر، وتلاحقه أرواح الضحايا الأبرياء. ولكنه رجل غير مسار التاريخ، فلم يصل أحد إلى درجة ما عمله في عام
2015. ولهذا السبب فإن البغدادي يستحق أن يكون شخصية العام، التي ستعلن عنها مجلة (تايم) في 9 كانون الأول/ ديسمبر، عندما يقرر محررو المجلة وضع صورة الشخص الذي كان المميز خلال الـ 12 شهرا الماضية. وهو تقليد يعملونه منذ عام 1927".
وترى الصحيفة أن أهمية البغدادي في عام 2015 تتفوق على أهمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أرسل قواته وطائراته إلى سوريا. وأنه يتفوق كذلك على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي فتحت أبواب بلدها، واستقبلت 900 ألف لاجئ.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن قرار البغدادي جلب الحرب للعالم، يعد أهم من جهود السلام، التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والذي توصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي.
ويلفت بلير إلى أن صورة البغدادي ستعمر في الذاكرة أكثر من صورة الطفل إيلان الكردي السوري، التي أثارت مشاعر الناس حول العالم، حيث غرق على الشواطئ التركية، عندما كانت عائلته تحاول اللجوء إلى أوروبا.
وتذكر الصحيفة أن اسم البغدادي يسيطر على تقارير المخابرات الدولية، من باراك أوباما إلى بوتين ومن الملك سلمان في السعودية إلى ديفيد كاميرون.
ويفيد التقرير بأن المعركة اليوم هي من أجل احتواء أبي بكر البغدادي، ويقوم بها تحالف من أكبر التحالفات في العالم.
ويقول الكاتب إنه "في الوقت الذي تزداد فيه حلكة السماوات فوق سوريا، التي تحلق فيها الطائرات من عشرات الدول، فإننا بالتأكيد نعرف أن البغدادي يقع في مقدمة الأهداف التي تحاول هذه المقاتلات البحث عنها. وربما كان البغدادي ملقى على السرير ومشلولا، كما قالت بعض التقارير، لكن مهمة الانتصار على البغدادي ستأكل أرواح الآلاف من الناس، وتستنزف المليارات من الدولارات".
ويضيف بلير: "لأن أعداءه كثر، فمن المحتوم أن ينهار نظامه قريبا، وحتى لو انتهت القصة، فقد كتب البغدادي فصلا مهما في التاريخ؛ لأنه خطه بالدم".
وتورد الصحيفة أنه بعبارات مسؤول في الشرق الأوسط، فإن الرجل البالغ من العمر 44 عاما ليس "بلطجي شوارع عاديا".. فالبغدادي هو الرجل الذي استطاع السيطرة على آلاف الأميال في شمال العراق، في مدة لا تتجاوز الأسابيع.
وتختم "ديلي تلغرف" تقريرها بالإشارة إلى أن البغدادي هزم الجيش العراقي، الذي نشر 933 ألفا من جنوده، خلال عملية الصيف. مشيرة إلى أن ما يميز البغدادي عن
أسامة بن لادن، أن الأخير نظم عمليات إرهابية باهرة، أما البغدادي فقد بنى ما يشبه الدولة، وحقق هذا بالسيف والنار، في الوقت الذي دمر فيه أقوى آلة حربية في العالم. وعلى خطى هولاكو وتيمورلنك، فإن البغدادي قد غير العالم.