مثلت
مقاطعة الانتخابات قاسما مشتركا بين قرية "العدوة" بمحافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس
المصري محمد مرسي، ودائرة مصر الجديدة التي أدلى فيها رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي بصوته، إذ لم يشارك سوى ناخب واحد من أصل أكثر من سبعة آلاف ناخب في القرية، في حين غاب الناخبون، وجاءت مشاركتهم ضعيفة للغاية بدائرة مصر الجديدة، التي حضر فيها السيسي، وغاب الناخبون.
وسجل هذا المشهد بشكل غير مباشر صحيفتا "الشروق" و"المصري اليوم" الصادرتان الخميس، إذ أكدت "الشروق" أن ناخبا واحدا فقط من أهالي قرية "العدوة" بمحافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، شارك في الانتخابات من أصل أكثر من سبعة آلاف و800 ناخب يحق لهم الاقتراع، بحسب ما قاله القضاة المشرفون على الانتخابات بلجان القرية، في تصريحاتهم للصحيفة.
واختلف المشهد خارج اللجان الانتخابية الخاوية، حيث كانت الحياة تسير بطبيعتها، ويتبادل أهالي القرية الحديث في شؤون حياتهم اليومية دون أن يتطرق أي منهم إلى الانتخابات، وسط صيحات السائقين على مدخل القرية بحثا عن زبائن.
وتحت لافتة كبيرة حملت اسم القرية، وقف عدد من الشباب التقتهم "الشروق". وقال نادر عمر، إنه اتفق مع أصدقائه على مقاطعة الانتخابات، في ظل تجاهل الجميع للقرية التي أهملت بشدة (عقابا لها)، بسبب انتماء مرسي لها.
ويتفق معه في الحديث صديقه محمد سعيد، الذي اعتبر أن المرشحين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، كما أنهم لم يلتقوا بأي من أهالي القرية، متسائلا: "كيف يكون نائبا عن دائرة بها قرية تضم أكثر من 20 ألف مواطن، ولا يهتم بها؟".
أما محمد بلاط الشاب العشريني، فبرر - بحسب "الشروق" - عزوف الشباب غير المنتمين للإخوان والمؤيدين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بتجاهل مرشحي البرلمان للقرية، وعدم تقديم أي خدمات لها.
وقاطعه أحد أصدقائه الذي تحفظ على ذكر اسمه، حيث قال إن أغلبية أهالي قرية العدوة يعتبرون محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد.
في المقابل، اهتمت صحيفة "المصري اليوم" بتغطية الانتخابات في دائرة مصر الجديدة والنزهة، (دائرة السيسي)، ونشرت تقريرا بعنوان: "مصر الجديدة.. حضر الرئيس وغاب الناخبون"، مع صورة السيسي، وهو يدلي بصوته في جولة الإعادة.
فقالت "المصري اليوم": "بدت لجان دائرة مصر الجديدة خالية من الناخبين في اليوم الثاني لجولة الإعادة، وانخفض عدد الناخبين عن اليوم الأول الذي شهد إقبالا ضعيفا جدا، وخلت الشوارع المحيطة بلجان الانتخابات إلا من ناخبين قلائل يدخلون المدارس المتواجدة بها اللجان على فترات متباعدة، ما دفع بقوات الأمن إلى الجلوس أمام اللجان، منشغلين بالحديث مع زملائهم، أو متابعة الإنترنت، ولعب الألعاب الإلكترونية على الهواتف المحمولة"، بحسب الصحيفة.
وأضافت "المصري اليوم" أنه مع غياب الناخبين، ظهر المسؤولون والوزراء المقيدة أسماؤهم بلجان مصر الجديدة، بعد أن غابوا في اليوم الأول، وأدلوا بأصواتهم، في اليوم الثاني، عقب إدلاء السيسي بصوته أمام لجنة مدرسة مصر الجديدة النموذجية، عقب عودته، مساء أمس الأول، من فرنسا، وأدلى "السيسي" بصوته، في التاسعة صباحا، كأول ناخب يصوت في اليوم الثاني للإعادة، واستغرق إدلاؤه بصوته دقائق معدودة انصرف بعدها سريعا.
وكان شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، أصدر قرارا باعتبار، الأربعاء، نصف يوم عمل للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، بهدف تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم.