كشفت صحيفة "
مصري اليوم" أن مصادر رفيعة المستوى سودانية ومصرية قالت إن مصر تحاول منع تحويل
مجرى النيل الأزرق والتوصل لحلول للخلافات الدائرة حاليا حول سد النهضة الإثيوبي خلال جولة المفاوضات السداسية بالعاصمة
السودانية الخرطوم المزمع عقدها الجمعة المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكمن الخلاف يتجلى في محاولات أديس بابا الاستمرار في نهج سياسة السدود المائية التي تهدف إلى تخزين مياه النيل، بالرغم من إبدائها الموافقة على أية سدود تندرج ضمن السدود الصغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية بحسب المصادر السودانية والمصرية.
وأوضحت المصادر أن إثيوبيا تحاول إحياء أحلامها القديمة بتحويل مجرى النيل الأزرق إلى موقع آخر بخلاف مجراه الحالي، معللة ذلك بالخلافات التاريخية إبان حكم السلطان المملوكي الظاهر أبو سعيد جقمق، عندما زعم أن أقباط مصر يتعرضون لانتهاكات من الحكم الإسلامي في ذلك الوقت، وأنه لو أتيحت له الفرصة سيحول نهر النيل إلى منطقة أخرى بخلاف المجرى الحالي له.
وأكدت المصادر ذاتها على استمرار الحكومة الإثيوبية في مسلسل السدود المائية، وأنها ترد على هواجس مصر والسودان فيما يخص درجة أمان
السد، بأن لديها سدا آخر يصل ارتفاعه إلى 250 مترا لافتة إلى أن الاستثمار في السدود يحقق لها عوائد مالية ضخمة.
وطالبت المصادر، بحسب صحيفة "مصري اليوم"، إثيوبيا بإبداء حسن النية في المفاوضات من خلال التوافق على إدارة مشتركة لجميع السدود المقامة على نهر النيل بما يحقق الاستفادة من الموارد المائية للنهر.
وشددت على أن هذه الإدارة المشتركة يشترط فيها أن لا تتسبب في "الإجحاف" بالحقوق المائية التاريخية لدولتي المصب مصر والسودان، والبدء في تنفيذ مشروعات مشتركة لاستقطاب فواقد النهر، لزيادة الموارد المائية للنهر، وضخ استثمارات دولية تحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ضمن اتفاق دولي يحفظ حقوق مصر والسودان، ويحقق مصالح إثيوبيا في مشروعات الاستثمار.
بدوره، اطلعت دولة السودان، بحسب المصادر، على مذكرة فنية تكشف تعرضه لمخاطر شديدة من جراء إنشاء سد النهضة بسبب التوقعات بانخفاض إيرادات النيل في الأعوام المقبلة بسبب التغيرات المناخية. ومما زاد تخوف السودان ما حدث العام الماضي حيث انخفض منسوب الفيضان مما يعرض السودان لخطر شديد بسبب نقص الموارد المائية للنهر.
وأوضحت المصادر أن السودان لديه حصة سنوية من مياه النيل والبالغة 18.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا، ولفت إلى أن مصر تلجأ خلال فترات الجفاف إلى السحب من مخزون بحيرة ناصر وتخزين مياه الفيضان أمام سد النهضة، وهو ما يشكل خطورة على الموقف المائي لمصر في ظل تزايد العجز المائي المصري لأكثر من 23 مليار متر مكعب من المياه سنويا.
وأضافت المصادر، أن الموقف السوداني من سد النهضة يعتمد رسميا على سياسة الأمر الواقع، وضرورة التعامل معها، بهذا المنطق، وأن الخلافات المصرية السودانية حول مثلث حلايب وشلاتين، إحدى الأوراق التي تضغط بها الخرطوم على مصر في استمرار الخلافات حول آليات الاجتماعات لاستكمال مفاوضات السد الإثيوبي، وذلك من أجل الحصول على تنازلات مصرية تحقق نصرا معنويا للرئيس السوداني عمر البشير، أو العودة إلى مقترحات الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري، بأن يتم تحويل المنطقة إلى منطقة تكامل مشترك، لتنشيط التجارة وإقامة مشروعات مشتركة بين البلدين.