حذرت مصادر في فصائل
الجيش السوري الحر من مغبة الاستمرار في تهريب الذخائر إلى مدينة
عفرين الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولفتت المصادر، في حديث لـ"عربي21"، إلى تورط جهات محسوبة على المعارضة في عمليات تهريب الذخائر هذه. وعبرت المصادر ذاتها عن خشيتها من الأنباء المحلية التي تحدثت عن هبوط طائرات مروحية تابعة للنظام السوري في القرى التابعة لمدينة عفرين مؤخرا.
وقال قائد كتيبة سيوف الشهباء، أحمد تركي أوسو، في تصريحات لـ"عربي21"، إن عمليات تهريب الذخائر تتم بتواطؤ وشراكة من مجموعات تابعة لكتائب المعارضة، مركزها محيط مدينة أعزاز الحدودية المحاذية لمدينة عفرين، بحسب قوله، لكنه لم يسم هذه المجموعات.
وبيّن أوسو أن من يقوم بهذه العمليات هم تجار للسلاح، ويتخذون من المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار مقرا لهم، مضيفا: "يتم إدخال أغلب هذه الذخائر بشاحنات المواد الغذائية، وذلك بوضع هذه الذخائر في أسفل صناديق الشاحنات، ومن ثم تغطى بمواد غذائية للتمويه"، وفق قوله، لكن لم يستن لـ"عربي21" التحقق من صحة هذه المعلومات.
وكشف أوسو خلال حديثه لـ"عربي21"، عن احتجازه شاحنة في بلدة "حيان"، في ريف
حلب، محملة بذخائر كانت مغطاة بمواد غذائية قبل يومين، وأن جهتها كانت مدينة عفرين، لكنه بالمقابل رفض الإفصاح عن الجهة المتورطة، متذرعا بعدم انتهاء التحقيق مع السائق.
وقال قائد الكتيبة التابعة للجيش الحر: "يجب أن نميز بين إدخال المواد الغذائية إلى المدينة وبين إدخال الذخائر، بالتأكيد ليس هدفنا محاصرة المدنيين
الأكراد والنازحين العرب في المدينة، لكن في الوقت ذاته يجب العمل على منع وصول السلاح إلى وحدات حماية الشعب".
وبعد أن طلب أوسو من "الجبهة الشامية" تشديد الرقابة على الحواجز العسكرية المحاذية لمدينة أعزاز والمطلة على الطرق المؤدية إلى داخل مدينة عفرين، على اعتبار أن للجبهة اليد العليا في المنطقة، توجه إلى قيادتها بالقول: "بعد أن شاهدتم هبوط مروحيات النظام في عفرين، وبعد أن شاهدتم أيضا استضافة قناة الميادين الفضائية الموالية للنظام السوري في عقر عفرين، ماذا أنتم فاعلون؟".
من جهته، ذكر الناشط الإعلامي أحمد نجار، المتواجد بالقرب من مكان الأحداث، أن عمليات إدخال الذخائر إلى مدينة عفرين تتوزع على عدة مناطق للتهريب، من بينها قرية مرعناز وغربي قرية سجو، ومن جبل برصايا المطل على عفرين.
وشدد نجار، في حديث خاص لـ"عربي21"، على ضرورة محاربة تهريب الذخائر إلى عفرين، متهما الوحدات الكردية بأنها "جهة محسوبة على النظام، ولا يستطيع أحد تخمين النتائج المترتبة على وصول السلاح بكميات كبيرة لها"، على حد قوله.
هذا، وتخيم أجواء من الهدوء الحذر على المنطقة، وذلك على خلفية المعارك التي اندلعت في أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بين الوحدات الكردية وقوات جيش الثوار من جهة، وفصائل مقاتلة من جهة أخرى، إثر تقدم الأولى إلى مناطق خارجة عن النطاق الجغرافي لمدينة عفرين، ما دفع الفصائل إلى شن هجوم معاكس؛ بهدف استعادة تلك المناطق، لكن المعارك ما لبثت أن هدأت بعد توقيع الطرفين مطلع الشهر الحالي على اتفاق ينص على وقف لإطلاق النار، مقابل تراجع الوحدات الكردية عن المناطق التي تقدمت إليها بغطاء جوي روسي، كما تقول الفصائل.