تحولت الحواجز إلى نقاط للاختطاف والابتزاز - أرشيفية
بعدما أجبرت حملة الاعتقالات التي تستهدف الشباب الذكور للتجنيد؛ غالبية الشباب على التزام منازلهم، فقد لجأ قسم كبير من العائلات السورية في دمشق إلى العنصر النسائي لجلب مقتنيات المنزل والعمل والتنقل، لكن الحملة الأمنية المستمرة طالت النساء والفتيات أيضا، ليس لتجنديهن لصالح النظام السوري، بل لاختطافهن ثم طلب مبالغ مالية كبيرة كفدية من ذويهن مقابل إطلاق سراحهن.
ويعتمد الخاطفون بشكل أساسي في عملياتهم على "الشرف" للحصول على مبالغ مالية، بحسب ما أكده نشطاء العاصمة.
ففي حي "المهاجرين" القريب من مكان إقامة بشار الأسد، شهد اختطاف طالبة جامعية تتحدر من إحدى العائلات الدمشقية العريقة، بحسب ما أكدته عضو مكتب دمشق الإعلامي "روز الدمشقي"، وأشارت إلى اختفاء الطالبة منذ قرابة الأسبوع عن ذويها الذين ما زالوا ينتظرون اتصالا هاتفيا من الخاطفين لمعرفة مطالبهم مقابل إطلاق سراحها.
وقالت الدمشقي لـ"عربي21" إن عائلة الفتاة أقدمت على تقديم بلاغ رسمي لدى مراكز الشرطة التابعة للأسد في حي المهاجرين حول اختطاف ابنتها، إلا أنهم لم يتخذوا أي إجراء أو يبلغوا العائلة بأي تطورات حول اختطاف ابنتهم من أكثر المناطق في دمشق انتشارا أمنيا كونها ملاصقة لمناطق إقامة الأسد في العاصمة.
وكان للأحياء السكنية المحيطة بمقر رئاسة مجلس الوزراء في حي كفرسوسة نصيبها من عمليات اختطاف النساء والفتيات، حيث تعمد الخاطفون بحسب تأكيدات الدمشقي اقتناص الفتيات اليافعات "غير المتزوجات"، وتهديد ذويهم بـ"الشرف" في حال لم يدفعوا الفدية المطلوبة، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى ما يزيد عن 5 ملايين ليرة سورية مقابل إطلاق سراح الفتيات.
وأشارت عضو مكتب دمشق الإعلامي إلى أن الخاطفين المجهولين اختطفوا إحدى النسوة المتزوجات قبل يومين في حي كفرسوسة، ولكنهم قاموا برميها في وقت لاحق في منطقة أخرى بعد علمهم بتحدرها من عائلة سورية بسيطة لا تلبي حاجة الخاطفين في دفع الأموال لهم.
واستطردت: "اختطاف النساء والفتيات الذي يتم في غالبية الأوقات من خلال الدوريات الأمنية التابعة للنظام السوري بعد توجيه تهم للمختطفات على أنهن يمارسن أنشطة إرهابية في العاصمة، ولكن سرعان ما تتحول القضية إلى اختطاف وفدية بين الخاطفين وذوي الفتيات المختطفات، حيث تتعمد تلك الدوريات وكذلك مليشيات "الدفاع الوطني" اختطاف الفتيات المتحدرات من عائلات غنية، أو فتيات التجار الدمشقيين لعلمهم بامتلاك الأهل للمال المطلوب كفدية"، بحسب قولها.
"تجمع شرق دمشق" تحدث بدوره عبر صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، عن توثيق ما يزيد عن 20 حالة اختطاف طالت الفتيات والنسوة خلال حملات الاعتقال التي تطال الشباب والرجال، والتي بدأت منذ شهر ونصف في دمشق.
ونوه التجمع إلى أن أكثر المناطق خطورة بالنسبة لحوادث الاختطاف هي منطقة "كفرسوسة والبرامكة" وصولا إلى مشارف حي الميدان الدمشقي، حيث يتم اعتقال الفتيات من الطرقات أثناء تنقلهن تحت ذريعة أنهن مطلوبات للنظام السوري، ولكن بعد اعتقالهن بأيام قليلة تبدأ عملية المفاوضات بين الخاطفين وذوي الفتيات لدفع الفدية، ولتتبين الحادثة على أنها اختطاف وليس اعتقال.
وأشار "تجمع شرق دمشق"، إلى أن الفئة العمرية المستهدفة في عمليات الاختطاف من قبل دوريات أمنية ومليشيات الدفاع الوطني التابعين للنظام السوري تتراوح ما بين الفتيات والنساء ذوات الأعمار بين 15 إلى 37 عاما، ووجه المكتب الإعلامي نداء إلى الأهالي كافة بضرورة تجنب تلك المناطق بشتى السبل خوفا من عمليات الاختطاف المستمرة والمتزايدة من قبل مجموعات تابعة للنظام السوري.