رغم الإعلان عن التوصل لهدنة في آب/ أغسطس الماضي، بين فصائل جيش الفتح والنظام السوري في
الزبداني بريف دمشق مقابل الفوعة وكفريا بريف
إدلب.. إلا أن طيران النظام والطيران الروسي خرقا
الهدنة مرارا.
الناشط الإعلامي ومراسل راديو الكل في إدلب، محمد أصلان، وثق خرق طيران النظام والروسي للهدنة في ريف إدلب تسع مرات، خمسة منها في مدينة إدلب وحدها. ويقول: "يوم الأحد 20 كانون الأول/ ديسمبر، تعرضت مدينة إدلب لخمس غارات متتالية من قبل الطيران الروسي، أوقع أكثر من 30 ضحية من المدنيين وأصيب أكثر من مئة آخرين".
ووقع أول هذه الخروقات بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، حينما استهدف الطيران المروحي التابع للنظام بلدة تفتناز في ريف إدلب بعدة براميل متفجرة، سقط على إثرها سبعة ضحايا من المدنيين، ورد جيش الفتح على هذا الخرق باستهداف
الفوعا وكفريا.
أما في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وفي العاشر منه تحديدا، فقد استهدف الطيران الحربي الروسي مدينة إدلب، ورد جيش الفتح حينها باستهداف بلدتي الفوعة وكفريا.
ويضيف أصلان قائلا: "في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر استهدف الطيران الحربي الروسي بلدتي رام حمدان ومعرة مصرين بريف إدلب الشمالي، وسقط عدد من الضحايا والجرحى، ورد جيش الفتح على هذا الخرق باستهداف البلدتين، كما استهدف الطيران الحربي الروسي محيط مطار تفتناز بعدة غارات بتاريخ 12 تشرين الثاني، وفي الشهر نفسه، وبتاريخ العشرين منه، استهدف الطيران الحربي الروسي مدينة إدلب بغارة جوية راح ضحيتها 8 شهداء".
وفي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، استهدف الطيران الروسي مدينة بنش بغارتين سقط خلالها 10 ضحايا، في حين قام طيران النظام بإلقاء سلال بالمظلات على بلدتي الفوعة وكفريا، وهو خرق للهدنة أيضا، بحسب الناشط الإعلامي محمد أصلان.
وعاود الطيران الروسي استهداف مدينة إدلب في شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بتاريخ الحادي عشر والخامس عشر منه، ما تسبب بسقوط 10 جرحى في الاستهداف الثاني الذي تمثل بغارتين جويتين، في حين حاولت قوات النظام والمليشيات المحاصرة في بلدة الفوعة التقدم إلى تلة الخربة بتاريخ الرابع عشر من الشهر ذاته، وجرت اشتباكات بين الثوار والمليشيات لمدة الساعة، جرح وقتل فيها عدد من عناصر قوات النظام قبل أن ينسحبوا باتجاه بلدة الفوعة، وذلك وفق توثيقات أصلان.
وعلى الجانب الآخر من الهدنة، في مدينة الزبداني ومحيطها، فقد وثق ناشطون وأهالي خروقات أخرى للهدنة التي تشمل أيضا وقف إطلاق النار في بلدة مضايا المجاورة، حيث يقول عامر برهان، مدير المشفى الميداني في مدينة الزبداني: "أغلب الخروقات تركزت خارج الزبداني في بلدتي مضايا وبقين وقرية الوزير، فقد وثقنا أكثر من سبعة خروقات عبر قصف مدفعي وإطلاق نار عشوائي بالرصاص الحي".
بدوره، يؤكد زكريا الشامي، عضو "تجمع واعتصموا" في منطقة القلمون، أن الخروقات مستمرة منذ الشهرين تقريبا، ومنها تفجير المنازل بالقرب من سهل الزبداني ومضايا، وآخرها الأسبوع الماضي، حين قامت قوات النظام مدعومة بحزب الله باستهداف بلدة مضايا وأحياء الجبل الشرقي للزبداني بقذائف مدفعية.
ويؤكد الشامي أن عدد الخروقات في الزبداني ومحيطها تجاوز الخمسين منذ بدء التهدئة، وأنهم وجهوا رسائل لقيادة جيش الفتح لإصدار بيان يردع هذه الخروقات، ولكن لم يصدر أي بيان حتى الآن.