نفى مصدر في وزارة الدفاع
العراقية، علم المسؤولين بآلية توزيع
الرتب العسكرية والمناصب على عناصر
الحشد الشعبي، بينما أكد محلل سياسي أن المليشيا المشكلة بفتوى شيعية؛ تعمل بشكل حثيث على منح مقاتليها رتبا عالية، تمهيدا لاحتفاظهم بها بعد دمجهم في صفوف الجيش العراقي.
وقال المصدر العامل في الوزارة لـ"
عربي21"، إن "آلية توزيع الرتب والمناصب داخل الحشد الشعبي هي من مسؤولية القيادات والمراجع المسؤولة عن تلك القوات، والوزارة لا تتدخل في هذا الشأن"، مبينا أن التنسيق بين الطرفين "موجود في ساحات المعارك، وليس في الشؤون الإدارية".
ورفض الخوض في الطريقة المتبعة لمنح الرتب والمناصب العسكرية لعناصر الحشد، مكتفيا بالقول إنه "معني بطريقة وزارة الدفاع مع منتسبيها، وهي آليه قانونية ومتبعة منذ تأسيس الجيش العراقي مطلع القرن الماضي".
وأضاف المصدر أنه "رغم صدور قرار رسمي بإلحاق قوات الحشد الشعبي بمكتب القائد العام للقوات المسلحة؛ فإن قيادات فصائل الحشد ترفض تلقي الأوامر والخطط من قيادات الجيش أو الشرطة، وتتبع التوجيهات الصادرة من زعامات الأحزاب التي تنتمي إليها هذه الفصائل".
آلية غير مفهومة
من جهته؛ أوضح الكاتب والمحلل السياسي العراقي، عدنان الحاج، أن قيادات الحشد الشعبي تقوم حاليا بعمل مكثف "يرمي إلى تهيئة مجموعة كبيرة جدا من الرتب العسكرية الرفيعة، تمهيدا لدمجها في المؤسسة الأمنية الرسمية الممثلة في الجيش والشرطة".
وبيّن الحاج في تصريح لـ"
عربي21" أن القيادات الدينية التي تتبعها فصائل الحشد "هي التي تتولى في الوقت الحاضر مسؤولية منح الرتب العسكرية لعناصر الحشد"، مشيرا إلى أن "الآلية المتبعة لدى هذه القيادات غير مفهومة، ولا تستند إلى أسس عملية أو قانونية، وتقتصر على موضوع العلاقات والتوصيات الشخصية".
وقال إن "كل رتبة ممنوحة في الوقت الحاضر؛ سيتم تثبيتها ودمجها لاحقا في المؤسسة الأمنية الرسمية، وذلك بموجب قانون الحرس الوطني الذي تجري المناقشات بشأنه في البرلمان العراقي، ويتوقع أن يتم تمريره في الفترة المقبلة".
وخلص الحاج إلى أن قيادات فصائل الحشد "تسابق الزمن من أجل حيازة أكبر حصة من الرتب العسكرية الرفيعة، والمناصب العليا، التي ستتحول في المستقبل القريب إلى مناصب فعلية، ورتب حقيقية؛ تقوم بإدارة المؤسسة الأمنية الرسمية".
منح فصائلية
بدوره؛ أكد الإعلامي في مؤسسة الحشد الشعبي بالعاصمة بغداد، وسام الكلابي، أن عملية منح الرتب العسكرية والمناصب "تجرى تحت إشراف زعامات الفصائل العسكرية، ويتم إعلام قيادة الهيئة الرئيسة"، نافيا أن يتم الأمر "بشكل عشوائي، أو كيفي" على حد تعبيره.
وأضاف لـ"
عربي21" أن هيئة الحشد الشعبي "لا تتسامح أبدا مع التصرفات العشوائية وغير المنضبطة، وخصوصا في موضوع حساس مثل الرتب والمناصب"، مشيرا إلى ما قال إنها "عمليات اعتقال لعناصر انتحلوا صفة الحشد، وحملوا رتبا وهمية".
وتشكلت مليشيا الحشد الشعبي بفتوى من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، عقب سيطرة مسلحي
تنظيم الدولة على مدينة الموصل شمال العراق، في حزيران/ يونيو الماضي، وتتألف من فصائل تابعة للأحزاب المشكلة للائتلاف الشيعي الحاكم، مثل المجلس الأعلى، والتيار الصدري، وعصائب أهل الحق، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى حديثة التكوين.