رحل عشية اليوم، حسين آيت أحمد، أقدم معارض سياسي بالجزائر، وأحد رموز
الثورة الجزائرية، بجنيف السويسرية، عن عمر ناهز 89 عاما.
وحسين آيت أحمد من قادة الثورة الجزائرية (1954- 1962)، أسس حزبا معارضا "جبهة القوى الاشتراكية"، وحمل السلاح ضد نظام أول رئيس بالجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة، غير أن الأخير، تمكن من إطفاء حركته المسلحة، وهرب آيت أحمد إلى سويسرا ، وظل منفيا هناك إلى غاية عام 1989، غداة إقرار التعددية السياسية بالجزائر.
وبعد عودته إلى الجزائر، شارك الرجل في مسار التعددية السياسية والإعلامية، واحتل حزبه المرتبة الثانية بعد الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وقاد حينها حملة «لا لدولة أصولية ولا لدولة بوليسية». غير أنه لم يتقبل إيقاف المسار الانتخابي، الذي فاز به الإسلاميون، ولم يتردد بعد اغتيال رفيقه الرئيس الجزائري الأسبق، محمد بوضياف في 29 حزيران/يونيو 1992، من ترك الجزائر مجددا والعودة إلى سويسرا.
وظل آيت أحمد يعارض النظام، إلى اليوم، رغم أنه انسحب من رئاسة جبهة القوى الاشتراكية عام 2012، بسبب المرض.
وتدهورت صحة الرجل في الشهور الأخيرة من العام الجاري، و أعلنت قيادة حزبه في كانون الثاني/ يناير 2015 ، أنه تعرض لعدة جلطات دماغية مترتبة عن أزمة قلبية تعود إلى سنة 1999 مما أفقده القدرة على الكلام.
ونزل خبر
وفاة زعيم "جبهة القوى الاشتراكية"، حسين آيت أحمد كالصاعقة على الجزائريين، وعلى سكان محافظة تيزي وزو، مسقط رأسه.
وقال كريم طابو، رئيس اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، والرئيس السابق لحزب جبهة القوى الإشتراكية، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء: "لقد فقدت الجزائر اليوم أحد ركائز النضال في الجزائر. لم يبخل حسين آيت أحمد على بلاده بشبابه وصحته وأمواله قبل الاستقلال بالجهاد في سبيل تحرير الوطن، وبعد الاستقلال بالجهاد الأكبر من أجل احترام الحريات وإعلاء قيمة القانون".
وتابع طابو قائلا: "للأسف لم تستغل الجزائر هذا الزعيم الكبير أحسن استغلال ولم تعط له الفرصة ليخدم بلده كأحد الذين تتوفر فيهم كل صفات رجل الدولة، من قناعة راسخة وتجربة عميقة وتاريخ لا يختلف عليه أحد".
وأفاد القيادي في حزب العمال المعارض بالجزائر، جلول جودي: "نعزي جبهة القوى الاشتراكية برحيل الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، لقد فقدت الجزائر اليوم أحد رموز ثورتها المجيدة، والتاريخ سيبقى يحتفظ له بكل ما قدمه للجزائر".
وتابع جودي بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء: "آيت أحمد بعد الاستقلال كان أيضا مناضلا من أجل الديمقراطية ومتابعا لكل ما يجري في البلاد رغم أنه كان مقيما في الخارج. في حزب العمال نقول إن الجزائر فقدت أحد أعمدتها فقد سبق لنا التعامل معه كثيرا من أجل الاستقرار والسلم في البلاد. افتقدناه اليوم في ظروف صعبة جدا للغاية".