أقال عبد الفتاح
السيسي قائد الانقلاب في
مصر محافظ الشرقية رضا عبد السلام من منصبه بشكل مفاجئ يوم الجمعة، وعين نائبه قائما بالأعمال لحين تعيين محافظ جديد، دون إعلان الأسباب.
وكان المحافظ يمارس عمله بصورة طبيعية حتى آخر لحظة، حيث استقبل يوم الجمعة وزير الأوقاف محمد مختار جمعة ومفتي الجمهورية شوقي علام بمكتبه خلال زيارتهما لمحافظة الشرقية.
وجاءت
الإقالة الغامضة قبل أيام من إعلان حركة تغييرات كبيرة من المتوقع أن تشمل معظم المحافظين الحاليين، لكن السيسي فضل أن يقيل محافظ الشرقية بشكل مفرد ومتعجل، وهو الذي لم يمض في منصبه سوى عشرة أشهر فقط.
وقالت تقارير صحفية إن ارتفاع شعبية المحافظ المقال هي سبب الإطاحة به، خاصة بعد أن أعلن مواطنون منذ عدة أيام اعتزامهم تنظيم مظاهرات لدعم المحافظ، ومطالبة السيسي بالإبقاء عليه بعد تردد أنباء عن تغييره قريبا.
ونقلت صحيفة الشروق عن مصدر بوزارة التنمية المحلية قوله إن وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر أقال المحافظ بسبب اهتمامه فقط بـ "الشو الإعلامي" في الوقت الذي يشكو فيه أهالي الشرقية من وجود مشكلات كثيرة وضعف في الخدمات.
"لا أعرف سبب إقالتي"
من جانبه، قال رضا عبد السلام محافظ الشرقية، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير التنمية المحلية يخبره بإقالته ويطالبه بالبقاء في منزله لحين صدور حركة المحافظين.
وأكد المحافظ أنه لا يعرف بالتحديد سبب إقالته، مؤكدا أنه سيعود لعمله الأصلي أستاذا في جامعة المنصورة.
وألمح عبد السلام إلى أن دعوات بعض المواطنين للتظاهر من أجله ربما تكون هي ما أغضبت الرئاسة وأدت إلى الإسراع بإقالته، مؤكدا أن إخلاصه في العمل وتخفيف الأعباء عن المواطنين هي سبب شعبيته.
وكان المحافظ المقال قد أصدر بيانا عبر صفحته على "فيس بوك" يوم الخميس، يطالب فيه أهالي الشرقية بعدم التظاهر اعتراضا على الأنباء التي ترددت حول إقالته من منصبه.
غضب في الشرقية
وقالت تقارير صحفية إن حالة من الغضب انتشرت في محافظة الشرقية بعد رحيل المحافظ، حيث دشن نشطاء بالمحافظة حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للإعراب عن رفضهم للطريقة التي رحل بها من منصبه.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى إن المحافظ يتمتع بشعبية كبيرة بين المواطنين الذين يطلقون عليه لقب "محافظ الغلابة"، بسبب مساندته للفقراء.
وأكدت سميحة الخميسي، المتحدثة باسم محافظة الشرقية، أن العاملين بالمحافظة ومساعدي المحافظ معترضون على إقالته بهذه الطريقة، مشيرة إلى أنهم سينظمون وقفة احتجاجية يوم الأحد المقبل لمطالبة السيسي بالعدول عن قراره.
عودة لزمن مبارك
وانتقد نواب البرلمان عن محافظة الشرقية، القرار المفاجئ بإقالة المحافظ، مؤكدين عقدهم اجتماعا عاجلا مع وزير التنمية المحلية لمعرفة أسباب الإقالة.
وقال النائب عن دائرة "الزقازيق" لطفي شحاتة، في تصريحات صحفية، "مشفناش في أي دولة إقالة محافظ تتم بمكالمة هاتفية، دي حاجة جديدة، كان لابد من إصدار قرار وإبلاغ المحافظ به بشكل رسمي".
بينما رأى أحمد أباظة، نائب دائرة "أبو حماد" أن طريقة إقالة المحافظ مهينة، خاصة في ظل إشادة الجميع بنشاطه.
وأكد خالد العراقي، عضو مجلس النواب عن دائرة "الزقازيق"، أن سبب إقالة المحافظ غير معروف للجميع، مشددا على ضرورة وجود حوار مع أهالي الشرقية قبل تغيير المحافظ.
وانتقد ياسر قورة رئيس حزب المستقبل، قرار إقالة محافظ الشرقية رضا عبدالسلام، مشيرا إلى أنه يمثل عودة لزمن الرئيس المخلوع حسني مبارك حيث عزل المسؤول دون أن نعرف الأسباب.
وتساءل قورة - عبر صفحته على "فيس بوك":" لماذا أقيل محافظ الشرقية بهذه الطريقة المهينة؟ رغم ما نقرأه عنه من جهد وإخلاص في العمل ومحاولات لحل مشاكل الناس؟.
وأضاف: "بالرغم من إعلان رئيس الوزراء عن حركة محافظين واسعة خلال ساعات لماذا لم تنتظروا الحركة؟ أي شخص محترم ويريد خدمة البلد سيقبل بمنصب بعد ذلك في ظل هذه الطريقة المهينة وعدم الاحترام؟ لهذا سيظل من يقبل منصبا هم الأقل كفاءة ونزاهة وخبرة، ولن ينصلح حال البلد بهذه الطريقة.
تغيرات واسعة
إلى ذلك، قالت تقارير إعلامية إن شريف إسماعيل رئيس الوزراء، سيلتقي عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب صباح السبت بمقر الرئاسة؛ لمناقشة حركة المحافظين التي يجري التشاور بشأنها، والمقرر أن يتم الإعلان عنها خلال أيام.
وقالت مصادر بوزارة التنمية المحلية إن حركة المحافظين المقرر إعلانها خلال ساعات، ستشمل تغيير 12 محافظا، هم محافظو الإسكندرية والشرقية وأسوان والجيزة والبحيرة والمنوفية وسوهاج وأسيوط والدقهلية والغربية وكفر الشيخ ودمياط.
وأكدت أن المحافظ كان أحد الأسماء التي سيتم استبعادها في الحركة التي ستشمل 75% من المحافظين الحاليين، ومن المتوقع أن يكون غالبية المحافظين الجدد من ضباط القوات المسلحة والشرطة وأساتذة الجامعات.