استهل رافضو الانقلاب العسكري في
مصر العام الجديد، وفي أول أيام شهر
الثورة المصرية كانون الثاني / يناير، بالعديد من المسيرات والاحتجاجات الشعبية التي وُصفت بالحاشدة ضد نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الجمعة، في مختلف المحافظات المصرية، رغم التواجد الأمني المكثف لقوات الأمن، ورغم سوء الأحوال الجوية.
ودعا المتظاهرون الشعب المصري للاحتشاد والخروج في
مظاهرات عارمة خلال الذكرى الخامسة لإحياء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، لتحقيق أهداف الثورة من العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مطالبين بالقصاص من قتلة المتظاهرين، ومحاكمة قادة الانقلاب العسكري على جرائمهم بحق المصريين.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط حكم العسكر وتندد بممارساته التي وصفوها بالفاشية والفاشلة، وخاصة في ما وصفوه بتفريطه في حقوق المصريين من المياه، رافعين الأعلام المصرية، وشارات رابعة، وصور الرئيس مرسي، وصور بعض المعتقلين والقتلى على يد قوات الأمن.
ومن بين تلك الهتافات: "ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر"، و"مهما تشتي ومهما تمطر.. يسقط يسقط حكم العسكر"، و"قالوا حرية واستقرار.. والأسعار بتولع نار"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"حي حي .. 25 جاي (قادم)"، و"إيد واحدة في الميدان".
وكان تحالف
دعم الشرعية قد دعا، في بيان له مساء الخميس، الشعب المصري للمشاركة في أسبوع ثوري جديد تحت عنوان "الثورة تناديكم.. مصر بتعطش"، ضمن الموجة الثورية 25 يناير تحت شعار "ثورة حتى النصر"، بالانتفاض في الميادين والاصطفاف الثوري لإنقاذ البلاد ومقدراتها وإسقاط الانقلاب العسكري.
وشدّد التحالف على أن الثورة هي الحل الوحيد لمواجهة أزمة سد النهضة وغيرها من الأزمات، معاهدا الله بأن يبذل "كل غال ورخيص من أجل رفعة بلادنا وتطهيرها من الخونة، وتحرير قادة الحرية والأبطال والحرائر في السجون والمعتقلات، ومحاكمة كل من تلوثت يده بدماء المصريين، وخان وفرط في حق البلاد والعباد"، وفق قوله.
واستهلت محافظة الجيزة، التي يُطلق عليها المتظاهرون "عاصمة الثورة"، العام الجديد بفعاليات احتجاجية حاشدة ضد الانقلاب في العديد من المناطق: "المهندسين"، و"أرض اللواء"، و"بولاق الدكرور"، و"ناهيا"، و"صفط اللبن"، و"المنصورية"، و"العياط"، و"الحوامدية"، و"الهرم"، و"فيصل"، و"العمرانية"، و"6 أكتوبر"، و"منشية رضوان".
وقامت قوات الأمن بالاعتداء على المصلين فور خروجهم من صلاة الجمعة بمسجد سوسو بمنطقة الطوابق في شارع فيصل، وأطلقت بعض القنابل المسيلة للدموع، لمنع أي احتجاجات، وقامت بحملة اعتقالات عشوائية لأهالي المنطقة.
وشهدت محافظة الإسكندرية مظاهرات – رغم سوء الأحوال الجوية بالمحافظة وتساقط الأمطار- "واسعة" تجاوزت 22 فعالية ثورية في جميع ربوعها من الشرق والغرب، وذلك في مناطق "العجمي"، و"الورديان"، و"محرم بك"، و"الحضرة"، و"الحضرة الجديدة"، و"العصافرة"، و"العوايد"، و"سيدي بشر"، و"المعمورة"، و"الرمل"، و"الأزاريطة".
وفي عودة لميدان الثورة الأشهر بالإسكندرية، تظاهر الثوار بميدان القائد إبراهيم ومحيط كلية الطب، في تأكيد على قوة الحراك الرافض للانقلاب وتناميه مع اقتراب ذكرى ثورة يناير.
وحاصرت قوات الأمن قرية المهاجرين بالإسكندرية، وقامت بمداهمة بعض المنازل، واعتقلت مواطنا يدعى عنتر جلال، وهو في طريقه إلى بيته، وفق شهود عيان.
كما شهدت محافظة القاهرة عدة تظاهرات في مناطق "عين شمس"، و"مدينة نصر"، و"القاهرة الجديدة"، منددين بغلاء الأسعار وتردي الأحوال الاقتصادية للبلاد، مؤكدين على ضرورة عودة الجيش لثكناته واحترام إرادة الشعب المصري.
وفي محافظة الفيوم، نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب 18 تظاهرة، عقب صلاة الجمعة، استعدادا للموجة الثورية الجديدة في 25 يناير. فقد خرجت التظاهرات من مدينة الفيوم وكبرى قرى ومراكز المحافظة، وخاصة "أبشواي"، و"يوسف الصديق"، و"إطسا"، و"طامية".
وانتفض ثوار محافظة الشرقية منذ صباح اليوم بعدة تظاهرات متنوعة بين المسيرات والوقفات والسلاسل البشرية في مناطق "فاقوس"، و"أبو حماد"، و"ديرب نجم"، و"العدوة" بههيا (مسقط رأس الرئيس مرسي)، و"العاشر من رمضان"، و"الحسينية"، و"أولاد صقر"،و"الإبراهيمية"، و"القرين"، و"أنشاص الرمل"، بمشاركة من الرجال والنساء وشباب الحركات الثورية، وتفاعل من بعض الأهالي.
وشهدت محافظة بني سويف أربع تظاهرات في مدينة بني سويف، وببا، الوسطى، وقرية أشمنت. أما محافظة القليوبية فشهدت ثلاث مسيرات في مدينة بنها وشبرا الخيمة، وأجهور الكبرى.
ولم يختلف الحال أيضا في محافظة في البحيرة، فقد نظم الثوار على طريق الدلنجات الرئيسي وفي منطقتي "أبو المطامير"، و"حوش عيسي"، وقفات وسلاسل بشرية رافعين أعلام مصر وصور الرئيس مرسي وصور الشهداء والمعتقلين، ولافتات تحمل عبارات التأكيد على مواصلة النضال والحراك الثوري.
كما انطلقت مسيرة احتجاجية من وسط مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، والتي تشهد تواجدا أمنيا وعسكريا مكثفا، وجابت التظاهرة شوارع المدينة، مطالبين برحيل النظام العسكري.
وحاول بعض من يوصفون بالبلطجية الاعتداء على مسيرة مدينة "البصارطة" بمحافظة دمياط، إلا أن المتظاهرين تصدوا لهم ونجحوا في إكمال مسيرتهم.
أما في محافظة كفر الشيخ - التي شهدت مصرع 15 شخصا وإصابة اثنين، أمس، جراء حادث غرق معدية بمياه نهر النيل – فقد نظم ثوار مدينة بلطيم مسيرة حاشدة تقدمها شباب الحركات الثورية، وجابت عددا من الشوارع الرئيسية والفرعية.
من جهته، وجه المتحدث الرسمي لحركة شباب ضد الانقلاب زياد المصري، رسالة إلى الشباب بالميدان وللجميع، قائلا- في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"-: "اتحدوا الآن أو اصمتوا للأبد".
وأضاف زياد: "الميدان ليس حكرا على فصيل أو حركة، وعلى جميع القوى الثورية أن تتحمل واجباتها بحق الثورة والوطن، وإلا فسيكون الثمن غاليا".