شيع جثمان الرمز التاريخي والمعارض
الجزائري حسين
آيت أحمد، مساء الجمعة، في جنازة مهيبة بمسقط رأسه ببلدة عين الحمام بمحافظة تيزي وزو، شرق الجزائر.
وتوفي المعارض الراديكالي للنظام بالجزائر، الأربعاء قبل الماضي بمدينة لوزان السويسرية، والتي أقام بها منذ العام 1966، فارا إليها بعد هروبه من سجن النظام هواري بومدين.
ونقل جثمان الراحل الزعيم آيت أحمد، إلى الجزائر، الخميس، برحلة طيران "عادية" بعد أن رفضت عائلة الفقيد تخصيص طائرة رئاسية لهذا الغرض.
وحضر جنازة آيت أحمد بعين الحمام مئات الآلاف من المواطنين الذين حلوا بالمكان منذ أول أمس، وشهد تنظيم الجنازة صعوبة كبيرة بسبب الكم الهائل من المشيعين.
والتحق عدد من الوزراء يتقدمهم الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، غير أن سلال اضطر لمغادرة المكان بعد رميه بقارورات الماء من قبل بعض المشيعين الذين رددوا شعارات مناهضة للنظام أشهرها "أولاش السماح"، بمعني أنهم "لا يسامحون النظام".
ورفض مشيعون أن يستعمل قارئ التأبينية على روح الفقيد آيت أحمد، ميكروفون التلفزيون الحكومي، الذي وقع في الحرج كونه كان ينقل مراسم تشييع الراحل على المباشر، ولم تعلق مذيعة البرنامج المباشر على الحادثة واكتفت بابتسامة.
وحضرت الجنازة وفود هامة من بعض الدول المغاربية، يتقدمهم رئيس حركة "
النهضة التونسية" راشد الغنوشي الذي قال إن "الجزائر فقدت برحيل آيت أحمد، رمزا من رموزها التاريخية".
وقال رئيس حزب "طلائع الحريات" المعارض علي بن فليس في تصريح لـ "
عربي21": "نحن مدينون لآيت أحمد بالكثير، لكننا لم نسدد من دينه علينا إلا القليل، فبصيرته كانت أثقب وتنبؤاته أصدق ووتيرة سيره أسرع، بصيرته كانت أثقب لأنه أول من رأى أن طموح ثورة نوفمبر الأعظم لا يمكن أن يتحقق، إلا عن طريق بناء الدولة الديمقراطية والاجتماعية التي جعل هو ورفاقه منها لجزائر الاستقلال مبتغاه الأسمى و طموحه المطلق".
وتابع بن فليس الذي حل ثانيا، بعد الرئيس
بوتفليقة بانتخابات الرئاسة التي جرت في نيسان/ أبريل العام 2014: "ها نحن نعيش حلول هذا الزمن الذي تنبأ به، زمن المطالبة بالعودة إلى إنجاز مشروع الدولة الديمقراطية والاجتماعية، التي لم يسكت عليها والتي لا يمكن السكوت عليها بعده".
ورفضت عائلة آيت أحمد تنظيم جنازة رئاسية للفقيد الذي عارض النظام منذ استقلال البلاد العام 1962، وقالت أرملة آيت أحمد: "إنه أوصى بجنازة شعبية بسيطة".
وتأسف الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، لكون "الراحل تعرض من أجل نضاله ومطالبته بالديمقراطية إلى الاعتقال والسجن واضطر إلى الذهاب إلى المنفى، رافضا الإغراءات"، مضيفا في تصريح خاص لـ "
عربي21": "لقد عاد إلى الجزائر بعد إرساء التعددية السياسية عام 1989، وأراد أن يساهم في إرساء دعائم الديمقراطية بمشاركته في الانتخابات واعتقاده بأن مساهمته ستقوي المسار الديمقراطي بالجزائر، وقد عرضت عليه رئاسة الجزائر إلا أنه رفض".
واستقطب رحيل المعارض التاريخي الجزائري حسين آيت أحمد تعاطف العديد من السياسيين الأجانب وزعماء الدول، حيث قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الخميس: "الجزائر فقدت أحد أبرز الوجوه التاريخية وأحد صناع استقلالها وطرفا فاعلا وملتزما في الحياة السياسية. تلقيت بتأثر خبر وفاة حسين آيت أحمد، الذي كان شخصية بارزة ورجل مبادئ كرس حياته لخدمة بلده، ورجلا محبا لبلده وحظي بتكريم متميز".
كما أفاد الرئيس التونسي الباجي قائد
السبسي: "المجاهد الجزائري الكبير حسين آيت احمد، أحد أبرز رموز النضال الجزائري من أجل التحرر والاستقلال وبناء الدولة الجزائرية الحديثة. والجزائر فقدت رمزا من رموز تاريخها المعاصر".
أما مساعدة كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، آن بترسون، فتنقلت إلى مقر سفارة الجزائر في واشنطن وقدمت تعازيها إثر وفاة الثائر حسين آيت احمد.