أعلنت وزارة الخارجية
السعودية أنها استدعت السبت السفير
الإيراني لدى المملكة، وسلمته "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة" حيال التصريحات الإيرانية "العدوانية" التي صدرت بعيد
إعدام الشيخ الشيعي السعودي نمر باقر النمر.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن الوزارة "استدعت اليوم السفير الإيراني لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة".
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري اعتبر أن السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لإعدامها رجل الدين الشيعي، متهما المسؤولين في المملكة بـ"التهور واللامسؤولية".
وأضاف المصدر السعودي نفسه أن وزارة الخارجية السعودية عبرت للسفير الإيراني عن "رفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية، التي تعتبرها تدخلا سافرا في شؤون المملكة".
كما حملت وزارة الخارجية "الحكومة الإيرانية المسؤولية كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية".
اقرأ أيضا إيرانيون يحرقون القنصلية السعودية في مشهد (فيديو)
وأكد المصدر أن «تصريحات النظام الإيراني تكشف وجهها الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب، التي تعد استمرارا لسياساتها في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، مشيرا إلى أن نظام إيران بدفاعه عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها، يعدّ في ذلك شريكا لهم في جرائمهم، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية».
وأضاف المصدر في تصريحاته لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن «نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدانا من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، وذلك بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيه لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخُبر التابع لما يسمى بحزب الله الحجاز منذ العام 1996، الذي تم القبض عليه في العام الماضي، وهو يحمل جواز سفر إيراني».
وأشار المصدر إلى أن «تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلاّ من العراق واليمن ولبنان، وسورية التي تدخلت فيها بشكل مباشر عن طريق الحرس الثوري، والمليشيات في لبنان ودول أخرى، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليون. يضاف إلى ذلك القبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران في السعودية، وذلك في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون».
وقال المصدر إن «نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذي أعدم العام الماضي المئات من الإيرانيين من دون سند قانوني واضح».
وختم المصدر تصريحه بالقول: «طائفية النظام الإيراني العمياء لا تدرك بأن شرع الله لا يحكم إلا بميزان العدل والمساواة، ولا يفرق بين المذاهب، فالمملكة قضاؤها مستقل عادل وشفاف، لا يعرف الخبث واللؤم والتفرقة، ولا يعمل بخفاء كما هو شأن نظام إيران».
وكانت الرياض أعلنت عن إعدام 47 شخصا السبت، بينهم جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة ورجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، أحد وجوه المعارضة للسلطات في المملكة، ما أثار انتقادات حادة في إيران والعراق.