تزايدت الدعوات في صفوف مؤيدي خارطة الطريق التي رسمها الانقلاب العسكري في
مصر، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان آخرها مطالبة
السيسي بالرحيل من قبل الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، والتجمع الحر من أجل الديمقراطية، بالتزامن مع دعوات رافضي الانقلاب إلى القيام بثورة شعبية على النظام.
وقال المنسق العام لحركة التجمع الحر، محمد سعد خير الله، إن "رحيل الرئيس السيسي هو الحل الوحيد للأزمة المصرية، وإن الأوضاع في البلاد تصيب كل مواطن حر بالإحباط"، موضحا أن "مصر تتعرض لموجة غير مسبوقة في تاريخها من القهر والظلم والتنكيل".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "هناك موجة لا هوادة فيها من التنكيل بالشباب، ولا صوت إلا الذي يطبل للرئيس السيسي، لا سيما وأن أكثر من مئة رئيس حزب يقفون في طوابير لنيل الرضى السامي للجنرال؛ ويقدمون له كل النفاق والتزييف".
وكشف أن هناك قرارا بمنع ظهوره في الفضائيات، بسبب "انتقاده الأوضاع للصالح العام" كما قال، مشددا على أن المخرج الوحيد يتمثل في "إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لا تشرف عليها لجنة الانتخابات، وإنما الأمم المتحدة؛ لإفساح الطريق أمام رئيس مدني، وعودة الجيش لثكناته، وإبعاده عن السياسة والاقتصاد".
وحذر خير الله من دخول "مصر في نفق مظلم، لا يريده أي محب للوطن، بعد أن انغمس الجيش في السياسة والاقتصاد، وسيطر على مقدرات الدولة، على حساب مؤسسات الدولة والمجتمع المدني".
دعوة "مصر القوية"
وكان حزب "مصر القوية" الذي يرأسه عبدالمنعم أبو الفتوح، قد دعا في حزيران/ يونيو الماضي، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة "للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة".
وفي هذا السياق؛ قال عضو الهيئة العليا للحزب محمد القصاص، إن "الجميع يدركون الآن وجود أزمة، وما تم طرحه هو حل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن آليات التنفيذ قضية أخرى"، مضيفا أن حزبه كان "من أوائل الداعين إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
وعن مدى قبول النظام بهذه الدعوة؛ أكد "أنه في الواقع لن يقبلها، ولن يرضى بها، إلا أن دلالات الدعوة تؤشر على وجود أزمة سياسية، مصحوبة بأزمات أخرى، ولك أن تتصور أن البرلمان غير قادر على تكوين قائمة لتشكيل حكومة".
وعلى الرغم من رفض المعارضة والنظام لتلك الدعوة؛ إلا أن القصاص ذهب إلى أنها "قد تسهم في حلحلة الوضع"، مستبعدا في الوقت نفسه أن "تسمح
الدولة العميقة المسيطرة على مفاصل الدولة بحدوثها بنزاهة".
الفشل مستمر
من جهته؛ أرجع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، عبدالموجود الدرديري، تزايد الدعوات لرحيل السيسي، إلى "فشله المستمر على جميع الأصعدة"، معتبرا هذا الفشل المحرك الحقيقي لـ"تعميق الوعي، وازدياد رقعة المعارضة، وقيام ثورة تخلص الشعب من الحكم العسكري".
وقال لـ"
عربي21" إن "عمليات الترقيع لن تفيد، ولن يكون هناك استقرار في مصر إلا بعد احترام سيادة الشعب، وتكريس الديمقراطية المدنية؛ لتحقيق الحرية والعدالة، والتبادل السلمي للسلطة، وليعود العسكر للدور الذي وظف لأجله".
وتابع: "الآن أدرك الجميع خطورة القهر والظلم والتنكيل، فمن رضي بما تعرض له الإخوان المسلمون لمدة عامين ونصف العام؛ أصبح آخر ضحايا الانقلاب العسكري".
ودعا الجميع إلى أن "يكونوا أصحاب مبادئ لا تقبل التجزئة، والاتحاد على قيم الثورة المصرية (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، ثم احترام خيارات الشعب المصري، والابتعاد عن الإقصاء، بحيث تكون كلمة الشعب هي الفصل في حل كل اختلافاتنا السياسية".
صراعات أجهزة
أما البرلماني السابق طارق الملط؛ فقد رفض أي دعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ واصفا تلك الدعوة بأنها "لن تصب في مصلحة البلد، بالرغم من عدم وجود ديمقراطية، أو حرية، أو كرامة" على حد قوله.
وقال لـ"
عربي21": "لا يمكن تكرار نفس الأشياء بنفس الطريقة، فإن ذلك سيأتي بنفس النتائج، ومن اعتقد أو توهم أن دعوة حركة تمرد؛ هي التي أسقطت حكم الإخوان؛ فهو ساذج، لأنها كانت غطاء سياسيا لتحركات الدولة العميقة، بعد أن استغلوا خروج جزء من الشعب بسبب سياسات الإخوان الخاطئة".
ورأى أن الحل سيكون من داخل النظام، مشيرا إلى أن "ما نراه من بعض التصريحات والمواقف المعارضة من شخصيات معروف تأييدها المطلق للنظام الحالي؛ ليس معناه أن أصحاب هذه المواقف يخوضون نضالا ثوريا، وإنما هي صراعات أجهزة".
وأضاف أن "علينا أن ننتظر ما تسفر عنه صراعات الدولة العميقة، فالأجهزة هي التي تفرغ نفسها بنفسها، وتستبدل ورقها بذاتها"، داعيا إلى "تجنيب الشباب خوض مغامرات غير مأمونة النتائج" وفق قوله.