نظم عدد من أسر وأهالي محافظة شمال سيناء في مصر مؤتمرا صحفيا، مساء الاثنين، لمحاولة كشف جانب ممّا وصفوه بالانتهاكات البشعة التي يتعرضون لها يوميا على أيدي قوات
الجيش المصري، "دون وازع من ضمير، وفي ظل ممارسات إجرامية وقتل بدم بارد"، مؤكدين أن "سيناء الحرة أصبحت أسيرة في ظل حكم العسكر"، بحسب وصفهم.
وقالوا في بيان لهم تم عرضه خلال المؤتمر، الاثنين: "عاش أهل سيناء ملحمة من الصمود في وجه الصهاينة ومن ساعدوهم من الغرب والأمريكان، فقد صمدوا على أرضهم، ولم يستطع العدو الصهيوني أن يهجرهم من أراضيهم، حتى أُطلق عليهم اسم "الصامدون"، لقد سجلوا بطولات نادرة تشهد عليها سجلات المخابرات الحربية في مساعدة الجيش في كل حروبه ضد العدو الصهيوني، الذي لم يستطع أن يجبرهم على ترك أرضهم بكل ما أوتي من قوة".
وتابع البيان قائلا: "وكانت المفاجأه والمكافأه من جيش السيسي هدم 2100 منزل بالشريط الحدودي، وهدم 500 منزل في منطقتي رفح والشيخ زويد، وتهجير 3500 أسرة، وتبوير 100 بئر كانت بجهود ذاتية، وتجريف شجر زيتون ومزارع داخل القرى بمسافة 40 كم".
وأشار إلى أن الجيش المصري قام بتجريف ما لا يقل عن 100 مزرعة داخل قرى سيناء وحولها، وأن مساحة الواحدة منها لا تقل عن 100 فدان، وأنه حرق حوالي 600 سيارة ملاكي وأجرة، وأكثر من 2000 دراجة بخارية، وقتل أكثر من 600 شخص، واعتقال أكثر من 4000 شخص بشكل عشوائي.
واستطرد البيان قائلا: "لقد قام (الجيش) بتهجير أهل سيناء، وأجبرهم على ترك أراضيهم ومنازلهم، وقتل الرجال والأطفال والنساء، وما تبقى كان مصيره الاعتقال، وهذا تنفيذ لمخطط صهيوني، وفي الوقت ذاته تم حصار غزة، التي هي رمز العزة بالنسبة لهذه الأمة وخط الدفاع الأول عن مصر".
وأردف قائلا: "الأغرب من هذا كله، هو أنه تمت ملاحقة من ترك أرضه ومنزله ليعيش في باقي محافظات مصر؛ عقابا لهم على صمودهم في وجه العدو الصهيوني"، لافتا إلى أن المهجرين يعانون من برد الشتاء، حيث لا تتوفر لهم أماكن للإقامة، خوفا من الاعتقالات، ولذلك يقطن جميعهم في الصحراء، ما يعرضهم إلى كل أشكال المأساة والمعاناة في ظل هذا البرد القارس.
وأكد بيان بعض أسر وأهالي شمال سيناء أنه ترتب أيضا على هذا
التهجير بُعدهم عن الخدمات التعليمية والصحية، ما أدى إلى تشرد أبنائهم من المدارس، وتعرض حياتهم للخطر، بسبب بُعدهم عن المستشفيات.
واختتم البيان بقوله: "ومن نجا من
القتل والأسر (الاعتقال) يموت من برودة الشتاء، وهكذا نجح هذا العدو (
إسرائيل) في خلق عداوة بين المواطن السيناوي وجيشه، وأصبح هذا الجيش دون حاضنة شعبية بعدما تم تدميرها بسبب ممارساته، وهذا أكبر ضربه للجيش المصري".