طالب المرجع الشيعي
العراقي محمود الحسني
الصرخي؛ من أسماهم "المتباكين" على إعدام رجل الدين الشيعي السعودي، نمر
النمر، بموقف من المجازر الحاصلة بحق السنة في العراق وسوريا، لافتا إلى أن النمر هو مواطن سعودي تمت مقاضاته والحكم عليه من قبل سلطات بلاده.
وقال المرجع الصرخي، في تصريح نشرته صحيفة "الشروق الجزائرية وأعاد نشره الموقع الرسمي للمرجع الشيعي: "لا أعرف أصل وخلفية القضية التي حوكم (النمر) بسببها ونفذ عليه حكم الإعدام، ولكن مهما كان ذلك فلا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي أو إنساني أو تاريخي أو قانوني يبرّر اهتمامهم (أي المرجعيات الشيعية) وتفاعلهم وتحشيدهم وتأجيجهم الفتن".
وقارن الصرخي بين هذه المواقف من المرجعيات الشيعية العراقية والإيرانية بخصوص قضية النمر، ومواقفها السابقة التي "تميزت بالصمت القاتل إزاء ما وقع ويقع على أهلنا وأعزائنا رجال الدين العلماء من السنة والشيعة من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسحل ورقص على جثث الأموات الشهداء"، بحسب قوله.
وأعاد الصرخي إلى الأذهان ما حصل بحق طلبته من مجزرة في مدينة كربلاء، جنوب العراق، مشددا على أنها "ستبقى وصمة عار في الدنيا والآخرة على جبين وفي صحائف أعمال عمائم السوء، ومراجع الطائفية والإجرام، وصحائف كل من أجرم وأمضى أو رضي بالجرائم التي وقعت على العراقيين في كل العراق"، وفق تعبيره.
وعاب المرجع العراقي ازدواجية المواقف في العراق وإيران من حادثة "إعدام مواطن سعودي من طرف سلطات بلاده، دون أن تبالي تلك الأصوات بالجرائم التي تقع على أهل السنة في العراق وضد السوريين".
وأوضح المرجع الصرخي أن النمر ليس من مواطني العراق ولا من مواطني إيران، وثَبَتَ أنه "لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم".
واستغرب الصرخي ردود الفعل "الكبيرة والمتشنِّجة العنيفة" من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع، مستدركا بأنه لم يجد لهم رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من "حيف وظلم وقبح وفساد، وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء"، كما قال.
وذكر أنه لم يجد أيضا "رد فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير".
وكانت الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق قد سارعت إلى إدانة واستنكار تنفيذ السعودية لحكم الإعدام بحق رجل الدين نمر النمر على خلفية اتهامه في قضايا تحريض وإرهاب، بينما توعدت فصائل الحشد الشيعي بعمليات انتقامية ضد الرياض ردا على تنفيذها الحكم.
وأدت العام الماضي انتقادات الصرخي لسياسة الحكومة العراقية ورفضه لفتوى المرجع علي السيستاني الخاصة بتشكيل قوات الحشد الشعبي؛ إلى مهاجمة مكاتبه في مدينتي كربلاء والديوانية، جنوب العراق، من قوة خاصة تتبع لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، واشتبكت مع أنصاره ما أسفر عن مقتل العشرات منهم.
ويعرف عن الصرخي معارضته الشديدة للتوجهات الإيرانية في المنطقة، وسبق له التحذير من التمدد الإيراني الذي قال إنه "لن يتوقف عند حد مادامت الدول والشعوب مستكينة وخاضعة، ولا تملك العزم والقوة والقرار للوقوف بوجه الغزو والتمدد القادم والفاتك بهم"، وفق قوله.