أجرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية حوارا مع شاب عراقي يدعى محمد، وصل منذ أربعة أشهر لألمانيا، روى خلاله شهادته حول اعتداءات
رأس السنة الميلادية في كولونيا، وتورط مجموعة من
المهاجرين في إحداث
الفوضى والتحرش بالنساء.
ونقلت الصحيفة، في هذا الحوار الذي ترجمته "
عربي21"، شهادة محمد الذي قال إن "المخدرات والكحول هي سبب وقوع الاعتداءات على النساء في احتفالات السنة الجديدة، وقد كان البعض يرمون المفرقعات والألعاب النارية، ويتبادلون العنف. كانوا في حالة سكر واضح، وقد شاهدت مجموعة منهم يحيطون بفتاة ربما تبلغ من العمر 25 سنة، كانوا أربعة أو خمسة، وكانت الفتاة في حالة ذعر، وهي تبكي ولا تعرف ماذا تفعل، وكانوا يتعمدون لمسها والتحرش بها، ولم يتوقفوا إلا عند وصول الشرطة لذلك المكان".
وقالت الصحيفة إن محمد روى شهادته بكثير من الغضب والاستياء، وهو الذي وصل لألمانيا قبل أربعة أشهر، حالما ببدء حياة جديدة، ولكنه شعر بالصدمة لما شاهده في احتفالات السنة الجديدة، بعد أن هرب من جحيم العنف والفوضى في العراق، وترك عائلته في كربلاء تواجه الصراع الطائفي الذي يعصف ببلاده.
ونقلت الصحيفة عن محمد قوله إن "الحياة الجديدة التي خاطر بحياته من أجلها، وصرف الكثير من المال والجهد للوصول إليها، أصبحت مهددة الآن، لأنه يخشى من تغير المزاج العام في ألمانيا بعد هذه الاعتداءات، أو أن تقرر الحكومة ترحيل اللاجئين".
وفي سؤال للصحيفة حول كيفية قضائه لسهرة ليلة رأس السنة الجديدة، قال محمد إنه "وصل في عشية آخر يوم من العام الماضي لمدينة بريمن في حوالي الساعة السادسة، حيث زار عمته وعمه، ثم دعاه أصدقاؤه في كولونيا للاحتفال معهم في الساحة العامة. وفي البداية كانت الأوضاع عادية، وكان الناس يحتفلون، ولكن في حوالي الساعة الحادية عشرة بدأ بعض المهاجرين في العراك وتبادل العنف، ولم يكن واضحا من أين يتحدرون، ولكنهم على الأغلب جزائريون ومغاربة. لقد كانوا في حالة سكر مطبق، ويقومون برمي المفرقعات على بعضهم".
وقال محمد: "الشرطة كانت متواجدة في المكان، ولكنها بدت مرتبكة ولم تعرف ماذا تفعل أمام حالة الفوضى تلك، وقد قال لي أصدقائي الألمان الذين كانوا متواجدين معي حينها إنهم لم يشهدوا شيئا كهذا من قبل".
وأشارت الصحيفة إلى ما دار من حديث حول كون تلك الاعتداءات ممنهجة ومبرمجة سلفا، وسألت محمد حول وجود شخص أو طرف معين كان بصدد تحريك تلك الفوضى والاعتداءات، ولكنه رفض ذلك، وأكد أن أولئك المخمورين كانوا يتحركون في مجموعات ودون نظام معين أو قيادة تحركهم، بل كانوا خارجين تماما عن السيطرة، وكانت أعينهم محتقنة وحمراء بسبب الإفراط في استهلاك المواد المُسكرة أو المخدرة، ولكن فكرة كونهم تصرفوا في تلك الساحة بطريقة مبرمجة سلفا تبدو مستبعدة جدا".
كما سألت الصحيفة محمد حول رؤيته لأي شخص من المعتدين يتحدث عبر هاتفه أو ينظر للشاشة كأنه يتلقى تعليمات من طرف معين، ولكنه أكد عدم صحة كل هذه الادعاءات التي راجت في ألمانيا، والتي تريد إظهار أن الاعتداءات مبرمجة وليست مجرد انحراف حدث بشكل عرضي وفي ظروف معينة.
وذكرت الصحيفة أن محمد الذي ينتمي لعائلة شيعية في كربلاء، كان برفقته صديق عراقي سني في تلك الليلة، وقد أكد هذا الشاب أيضا أن الاعتداءات لم تقم بها مجموعة من المتدينين المتطرفين كما يتم الترويج له، بل كان تصرفا صادرا عن مجموعة غائبة عن الوعي بسبب حالة السكر.
ولدى سؤاله حول مصير تلك الفتاة التي شاهدها تتعرض للتحرش، نفى محمد أن تكون قد تعرضت للاختطاف والاحتجاز، وقال: "إنها لم تتعرض للاحتجاز، ولم تتعرض حقيبة يدها للسلب أيضا، ثم عندما اقتربت الشرطة فضلنا الابتعاد عن ذلك المكان وانتقلنا للجانب الآخر من الساحة، فاقترب منا شاب بدا من خلال لهجته أنه مغربي، وعرض علينا أن يبيعنا الهيروين".
وأكد محمد أن أغلب المتسببين في الفوضى الذين شاهدهم في تلك الليلة هم من المغاربة والجزائريين، "الذين يأتون إلى ألمانيا مندسين ضمن قوافل اللاجئين، ويدعون أنهم سوريون أو عراقيون ليحصلوا على حق اللجوء، ولكن هؤلاء الشبان يثيرون المشاكل ويشوهون سمعة العرب والمسلمين، ويتسببون بإثارة مشاعر العنصرية وكراهية الأجانب في أوروبا؛ لأنهم ليسوا في وضع حرج ولا توجد في بلادهم حرب، وحتى إذا تم طردهم فلن يكونوا في خطر مثل الفارين من جحيم الحرب في سوريا والعراق، الذين تمثل القضية بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت".
وفي الختام، طالب محمد بأن تعاقب السلطات الألمانية المذنبين فقط، بعيدا عن سياسات العقاب الجماعي والعنصرية، كما تمنى بأن يفرق المجتمع الألماني بين المهاجرين العرب الذين ارتكبوا تلك الاعتداءات، وبقية المهاجرين الذين يمثلون الغالبية العظمى، والذين يرفضون مثل هذه التصرفات، كما قال.