أطلق مدونون ونشطاء سنة موجة انتقادات واسعة ضد رئيس البرلمان
العراقي سليم الجبوري، على خلفية موقفة من حوادث حرق المساجد وإعدام العشرات من المدنيين واختطاف آخرين على أيدي
المليشيات الشيعية في محافظة ديالى، شمال بغداد، والتي ينتمي الجبوري إليها، ولكنه مُنع من دخول
المقدادية.
ونشر الإعلامي الشاب عمر الجمال، على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، مقطع فيديو يطالب فيه الجبوري بالاستقالة الفورية، على خلفية "المذابح" الحاصلة في محافظة ديالى، والتي قال إن "أصوات أهلها هي من أوصل الجبوري إلى قبة البرلمان".
واستغرب المدون أكرم المشهداني من وصف رئيس البرلمان لما يجري في ديالى بأنه "أمرٌ غير مقبول واستفزاز لمشاعر الناس هناك"، مضيفا: "قتل 100 شخص بدم بارد ونسف تسعة مساجد وتهجير عشرات العوائل هو أمر غير مقبول للجبوري". ووصف موقفه بأنه "مخز ومخجل، ويشير إلى حرصه على كرسي المنصب أكثر من خوفه على مصير أهله"، وفق قوله.
ورأت الداعية الشابة جنان حسين أن "الشارع السني في العراق فقد الثقة نهائيا بسليم الجبوري وكتلته السياسية، بعد عمليات الإعدام الطائفي في مدينة المقدادية بمحافظة ديالى"، مطالبة "المرجعيات الدينية والزعامات السنية إلى اجتماع عاجل من أجل انتخاب قيادات سنية تعمل وبشكل فوري على تدويل قضية أهل السنة والتعريف بالإبادة التي يتعرضون لها".
وكتب الدكتور المغترب بلال حسان العزاوي أن "أمثال الجبوري وغيره من الذين انتخبناهم في محافظة ديالى تركونا فريسة للميليشيات الطائفية، حتى انتهى الأمر بأكثرنا في القبور، وقليل منا فر بنفسه وأهله". وقال إن الجبوري وزملاءه من ممثلي ديالى "يتحملون مسؤولية كل الدماء التي أريقت فيها، وأن صمتهم ومهادنتهم كانت السبب في تحويل ديالى من محافظة ذات أغلبية سنية إلى مدينة تسيطر عليها المليشيات الشيعية وتقتل وتخطف دون خوف من وازع أو رقيب"، وفق تقديره.
ورأى الشيخ محسن الخزرجي، وهو زعيم عشائري في ديالى، "بقاء الجبوري في منصبه رئيسا للبرلمان حتى يثبت للعالم الكذبة الكبرى، والمسماة حكومة الشراكة الوطنية"، متهما إياه ومجموعته السياسية بأنهم يخدمون المخطط الطائفي في محافظة ديالى من خلال سكوتهم عما يجري فيها.
وتحدث الناشط الحقوقي أزهر القيسي؛ عن الجبوري قائلا: "من ليس فيه خير لأهله لن يستطيع أن يجلب الخير للعراق". وخاطب أبناء محافظته ديالى بأن "يكفوا عن تعليق آمالهم على الجبوري؛ لأنه لا يملك من أمره شيئا"، بحسب تعبيره.
وبالرغم من قيام الجبوري بقطع نشاطاته، وتنظيم زيارة عاجلة إلى محافظة ديالى، للوقوف على المستجدات الأمنية، إلا أن الإعلامي أحمد الجبوري وفي تغريدات له على موقع تويتر، رأى أن "الزيارة كانت صورية ولأغراض إعلامية"، وقال إن المليشيات الشيعية منعت الجبوري من دخول مدينة المقدادية.
وسجل موقعا "فيسبوك" و"تويتر" خلال اليومين الماضيين؛ انتشارا لوسم "أنقذوا ديالى"، مع نشر مجموعة صور مسربة من مدينة المقدادية المحاصرة، تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة.
وكانت مصادر محلية من داخل محافظة ديالى قد تحدثت عن قيام المليشيات الشيعية بتفجير وحرق تسعة مساجد وعدد من المنازل والمحلات التجارية العائدة لمواطنين سنة، في وقت طالبت هذه المليشيات عبر مكبرات الصوت؛ السكان السنة بالاختيار بين الموت أو الرحيل عن المدينة خلال 24 ساعة.