نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا حول واقع
الثورة التونسية، بعد خمس سنوات من الإطاحة بنظام الرئيس السابق، ومدى تحقق أهداف وتطلعات الثورة.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن الثورة التونسية حققت نجاحات نسبية على مستوى المشهدين السياسي والإعلامي، إلا أنها شهدت بعض الانتكاسات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وذكرت الصحيفة أن تونس قطعت أشواطا هامة فيما يتعلق بالمسار الانتقالي، بعد أن أطاحت الثورة بالنظام الاستبدادي للرئيس السابق، وهو ما تجلى بصفة واضحة في المشهد الإعلامي الذي اتجه نحو التعددية والجرأة في القضايا المطروحة.
وأضافت الصحيفة أن الثورة التونسية لم تنجح بعد خمس سنوات في وضع حد للفروقات الاقتصادية والاجتماعية، التي تفاقمت بعد خمس سنوات من تاريخ رحيل زين العابدين إلى السعودية، خاصة بالنسبة للمناطق الداخلية، ومن بينها ولاية القصرين التي تفاقمت فيها البطالة بنسبة 23 في المئة وتبلغ فيها نسبة الأمية 32 في المئة.
وذكرت الصحيفة أن الاستقرار الأمني يعتبر التحدي الأبرز للثورة التونسية خلال الفترة المقبلة، حيث تفيد أغلب التحاليل بأن التهديدات الأمنية جاءت نتيجة لضعف أجهزة الدولة، وحالة الفوضى في ليبيا، حيث أدى الفراغ والفوضى لسيطرة تنظيم الدولة على مناطق شاسعة، ما يمثل تهديدا للأراضي التونسية، بالإضافة إلى إطلاق سراح عشرات المتطرفين خلال العفو التشريعي العام في سنة 2011.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في تونس ساهمت في انتشار الفكر المتطرف، حيث تشير تقارير منظمة الأمم المتحدة إلى تواجد أكثر من 5500 شاب تونسي في بؤر التوتر في ليبيا والعراق وسوريا، إلا أن ذلك لا ينفي أن الثورة التونسية نجحت في تفادي سيناريوهات خطيرة مثلما حدث في هذه الدول، كما تقول الصحيفة.