قال الكاتب
اللبناني الشيعي علي العاملي إن رفع العقوبات عن
إيران لم يكن ليتم "لو لم تبذل كثيرا من الجهد الأمني والدهاء السياسي والتوظيف الديني على امتداد الوطن العربي، مقابل تقديم آلاف من
الشيعة العرب دماءهم رخيصة فداء للمشروع الاستراتيجي الإيراني".
وأضاف العاملي، في مقال له في موقع "جنوبية" الشيعي اللبناني المعارض لحزب الله، أن إيران حازت على شهادة حسن سلوك من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال إن "تنفيذ إيران للاتفاق يمثل تحولا جذريا في الملابسات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني"، مشيرا إلى إشادة الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ"النصر المجيد" برفع العقوبات عن إيران.
واعتبر الكاتب الشيعي المشهد "سورياليا"، لكون إيران الخميني "التي قامت ثورتها على العداء لأمريكا، غارقة في احتفال العودة للحظيرة الدولية، ومنتصرة بتوقيع الرئيس الأمريكي ومبتهجة بشهادة حسن السلوك منه"، مؤكدا أن هذا لا بد أن ينعكس على أتباع إيران في لبنان والعراق والبحرين واليمن وغيرهم.
ومن خطوات "التطبيع" مع أمريكا، كانت عملية تبادل السجناء، إذ أطلقت السلطات الإيرانية أربعة معتقلين يحملون الجنسيتين الإيرانية والأمريكية، مقابل توقف واشنطن عن المطالبة بتسليم 14 إيرانيا متهمين بشراء أسلحة في الولايات المتحدة، وحصولهم على عفو خاص، فيما اعتبره العاملي "وفاء من إيران لمواطنيها وحسب، لأن دمهم الأزرق هو الذي يعني حكومتها وحسب".
وبينما أصبح هؤلاء الإيرانيون المحتجزون والمطاردون ينعمون بالحرية والأمان، وينعم مواطنو الجمهورية الإسلامية باستقرار لامثيل له، فإنّ العراق وسوريا واليمن ساحات حرب وقتال، ولبنان بلا رئيس جمهورية وأمنه مهدد، إذ لا زال "السلاح الإيراني يتدفق إلى التابعين والأنصار من الشيعة العرب، والموت اليومي هو السائد في بلادهم"، بحسب تعبيره.
وأشار الكاتب إلى تسليح الحشد الشعبي الشيعي في العراق، وحزب الله في لبنان "الذي أصبح يقاتل بأمرٍ من ولي الفقيه في سوريا"، والجيش الحوثي في اليمن، وكلهم ينعمون بتدفق السلاح الإيراني والمال الحلال، فيسقط منهم كلّ يوم عشرات من القتلى والجرحى في المعارك المجانية التي انخرطوا بها في بلادهم كُرمى "للمصلحة الإستراتيجية للأمّة الايرانية"، وهو التعبير الذي يستخدمه ولي الفقيه علي خامنئي عندما يتحدث عن وطنه"، بحسب قوله.
واختتتم العاملي مقاله بالقول: "فهنيئا لإيران سلامها مع أمريكا وملياراتها القادمة من الشيطان الأكبر، وتعسا لنا نحن التابعين الذين اخترنا أن نحرق بلادنا فداء للمشروع الكولونيالي الإيراني".