توقع سياسيون ومحللون أن تكون الذكرى الخامسة لثورة
25 يناير؛ يوما فاصلا في تاريخ النضال الثوري، وليس بالضرورة أن يكون يوما حاسما في تاريخ الصراع بين الثوار رافضي الانقلاب، وبين العسكر والدولة العميقة.
وقال زعيم حزب غد الثورة المعارض، أيمن نور، إن "يوم 25 يناير المقبل؛ سيؤسس لمرحلة ما بعده وما قبله"، مضيفا لـ"
عربي21" أن "هناك احتمالات كثيرة يمكن أن نتكهن بها لما بعد 25 يناير، تتمثل في المزيد من الاصطفاف الوطني، والمواجهة مع النظام".
واعتبر أن "يوم 25 يناير ستظل له رمزية كبيرة في مسار موجة الثورة
المصرية، ومحطة مهمة في مواجهة مسار الانقلاب، والتأكيد على إرادة المصريين نحو استعادة الديمقراطية التي تعرضت لانتكاسات مهينة في ظل الحكم العسكري"، موجها رسالة لقائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي مفادها: "قل لي من معك الآن، أقل لك من أنت".
ورأى أنه "ليس بالضرورة أن يصبح هذا اليوم حاسما للصراع في مصر، ولكنه سيكون تاريخا له توابع مهمة؛ لأن النظام فقد خلال السنتين الماضيتين الكثير من قواعده الشعبية؛ بعد أن انكشف حجم الزيف والتضليل اللذين مارسهما طوال تلك الفترة".
أكثر ثورية
بدوره؛ قال الباحث والمفكر السياسي محمد عصمت سيف الدولة، إن "هناك إجماعا بين من شاركوا في ثورة يناير، على إحيائها وعدم التنازل عنها والدفاع عن مكتسباتها، في مقابل سلطة وثورة مضادة تسعى إلى استخدام كل السبل لمواجهتهم بلا هوادة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "السؤال المطروح هو: هل سيكون هناك متغيرات على الأرض في هذا اليوم؟ وجوابي أنني لا أعلم ولا أظن، ولكن المؤكد أن المشهد هذا العام أكثر ثورية على المستويين الشعبي والنخبوي عنه في العامين الماضيين"، لافتا إلى أنه "إذا لم يوفَّق الثوار وأنصارهم هذا العام، فلن يكون هذا لصالحهم في المستقبل".
وأكد أن هناك توافقا دوليا على أن العنوان الرئيس الآن لم يعد الربيع العربي، وإنما هو التعاون العسكري والاستخباراتي بين تلك الدول، داعيا المصريين إلى إدراك أن "الخارج الدولي مناهض لثوراتهم، مهما أصدروا من بيانات يطالبون فيها بالحريات".
غياب الحاضنة الثورية
من جهته، اعتبر البرلماني السابق ثروت نافع أن "حالة ذعر النظام تجاه
ذكرى الثورة؛ مبالغ فيها عن عمد"، وأن القصد منها "إيصال رسالة مفادها أن الأمن قادر على إنقاذه من مصير حسني مبارك من خلال عودة الدولة البوليسية لمقاعدها قبل الثورة، واعتقالها كل من فكر أو سيفكر بالمشاركة في هذا اليوم".
وقال لـ"
عربي21" إن قوى المعارضة والثورة لا تزال بحاجة إلى الاصطفاف خلف مبادئ مشتركة، تكون حاضنة لجميع التوجهات، ولكنها غير موجودة؛ بسبب كثرة محاولات تعطيلها؛ إما لقصر نظر، أو بسبب اختراق معسكر المعارضة".
وربط نافع نجاح أي ثورة في مصر؛ بمدى قدرة المعارضين على استعادة "روح يناير، والتسامي بها"، مشددا على أن "الالتفاف حول رؤية واضحة ومشتركة؛ سيعجل بسقوط النظام"، داعيا في الوقت نفسه إلى "نبذ المعارضين المندسين، والمخترقين، والمترددين؛ من صفوف الثوار الحقيقيين".
حجر الأساس
أما الصحفية والناشطة الحقوقية مروة أبو زيد؛ فرأت أن المشهد "لن يخلو من صدامات دموية، أشبه بمجازر رابعة".
وقالت لـ"
عربي21" إن "سلطات الانقلاب تراهن على العنف والقتل، اللذين اتخذتهما شعارا لها منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو"، مؤكدة أنهما "سيأتيان بنتائج عكسية عاجلا أم آجلا".
وقللت من قدرة المعارضة والثوار على حسم أمر الانقلاب في الذكرى الخامسة من ثورة يناير، ولكنها اعتبرته "حجر الأساس في
العمل الثوري المناهض لسلطة الانقلاب".
وبينت أبو زيد أن "الثورة عمل متراكم من النضال والكفاح، والتاريخ لا يعيد دائما نفسه، والثورة لا تستنسخ نفسها، ولكنها ستأتي في لحظة فارقة"، مؤكدة أنه "لا يمكن التعويل على عموم الناس في إحداث التغيير، وإنما على من ثبتوا وثابروا في مقاومة الانقلاب".