ثمنت أطراف جماعة الإخوان المسلمين المختلفة في
مصر مبادرة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور
يوسف القرضاوي، التي دعا فيها لإجراء
انتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة في الداخل والخارج، بأسرع وقت ممكن، وفق لائحة تنظيمية يجري التوافق عليها في مؤسسات الجماعة، لتعزيز ثقة الجماعة والتفافها حول قيادتها، وتطوير رؤيتها، وتفعيل أدائها.
ودعت
اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين داخل مصر جميع الإخوان للالتفاف حول مبادرة "القرضاوي"، والسعي لإنفاذها والتفاعل معها بإيجابية، مثمنة دور "القرضاوي"، وجميع علماء الأمة الذين شاركوا في إجراءات الوساطة والتقريب، مضيفة :"فهكذا عهدناهم نبراسا لنا وقادة".
كما دعت- في بيان لها اليوم- الجميع للالتزام والقبول بها، والتعاون على إنجاز ما فيها من بنود، ووقف أي إجراءات سابقة من شأنها شق الصف وتعميق الانقسام.
وقالت: "نؤكد على وحدة القيادة ووحدة مؤسسات الجماعة والالتزام بقراراتها ولوائحها ونظمها القائمة مع استمرار والتزام الجميع بإدارة أعمال الجماعة في هذه الفترة من خلال المؤسسات التالية: القائم بأعمال المرشد (د.محمود عزت)، ومجلس الشورى العام، واللجنة الإدارية العليا المشكلة في الداخل في أكتوبر 2015، والرابطة المصرية في الخارج، ومكتب الإخوان بالخارج".
واستطردت قائلة: "سنمضي قدما في العمل على إجراء انتخابات جديدة شاملة لجميع المستويات والقيادات كافة، وهو أهم ما جاء في بيان فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وأقره عدد من أهل العلم وقادة الفكر، وفق لائحة تلبي طموحات الصف في وقت لا يتجاوز الأربعة أشهر".
وتابعت :" ملتزمون بالمؤسسية والشورى والأسس النقية التي قامت على أساسها جماعة الإخوان المسلمين، وندعو أبناء الجماعة للحفاظ على جماعتهم والالتفاف حولها وحول قيمها وفكرتها، والبدء في مرحلة جديدة تساهم في نجاح الثورة ومواجهة الانقلاب والحكم العسكري".
وذكرت أن "جماعة الإخوان المسلمين بتاريخها وجهادها العريض، ومنهجها الإسلامي الأصيل ملك للأمة جميعا، وفي هذه اللحظة التاريخية التي تواجهها الأمة لا يجوز أن يطول أي خلاف بين أبناء الأمة الواحدة أو الجماعة الواحدة".
وأشارت إلى أن الجماعة مرت في الشهور الأخيرة بمرحلة صعبة آلمتنا جميعا، وأنها اجتهدت مع من وصفتهم بالمخلصين من أبناء الجماعة ومحبيها على تجاوز هذه الأزمة بقبول جميع المبادرات الجادة، في القلب منها مبادرة "القرضاوي"، ومن هذه المبادرات ما قدمه البرلمانيون، والطلاب، وجنوب الصعيد، ومكتب شمال شرق القاهرة، ومكتب الإسكندرية، ومبادرات ووساطات من شخصيات ورموز أخرى.
واختتمت بقولها إن "جماعة الإخوان هي منا القلب والروح، وإننا سنعمل من أجل سلامتها وسلامة صفنا ونذود عنها وندفع بالغالي والثمين ثمنا للحق الذي تسعى له الجماعة".
من جهته، ثمن مكتب الإخوان المسلمين المصريين بالخارج لإدارة الأزمة جهود ووساطة "القرضاوي" وبيانه الأخير الذي قال إنه وافق عليه "كوكبة من أهل العلم والفكر".
وقال – في بيان له اليوم- إنه "على الرغم من أن مكتبنا المنتخب لم تنتهِ فترة ولايته، فإننا على أتم الاستعداد أن تشملنا هذه الانتخابات الشاملة وفق ما تقرره اللجنة الإدارية العليا في أسرع وقت ممكن، وخلال هذه الفترة الانتقالية القصيرة فإن المكتب قرر الاستعانة بعدد من الشباب للمشاركة في أداء المهام والملفات المطلوبة خلال هذه الفترة الانتقالية".
ودعا مكتب الإخوان بالخارج الإخوان المسلمين وجميع المصريين المناهضين للانقلاب والحكم العسكري خارج مصر "للعمل معا من أجل دعم الحراك الثوري داخل مصر لنصرة الثورة، وتلبية طموحات الشعب المصري وأبطاله في الساحات والميادين والأحرار في السجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز".
في المقابل، أصدرت جبهة القائم بأعمال مرشد الإخوان، د.محمود عزت، أو ما تعرف إعلاميا بالقيادات التاريخية للجماعة بيانا -على الموقع الرسمي "إخوان سايت" والذي جاء في مواجهة موقع "إخوان أون لاين" – أكدت فيه أن كل التوصيات والنصائح الواردة من الدكتور يوسف القرضاوي وعلماء الأمة هي محل اهتمام وتقدير، وتمت إحالتها للجهات المختصة في الجماعة لدراستها وأخذها بعين الاعتبار.
وأضافت أن موقفها يأتي انطلاقا من "جهود علامة الأمة وعالمها الأبرز الدكتور يوسف القرضاوي، وتثمينا لجهوده وجهود إخوانه العلماء ودعوتهم إلى وحدة الصف والمحافظة على مؤسسات الجماعة والالتزام بالمسار الثوري السلمي الذي دعا إليه المرشد العام الدكتور محمد بديع وأكده مجلس شورى عام الجماعة، والإعداد لانتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة في الداخل والخارج والذي جاء تأكيدا لقرار مجلس شورى عام الجماعة بتشكيل لجنة لمراجعة وتطوير اللوائح".
وأهابت بالإخوان في الداخل والخارج إلى "سرعة التجاوب مع لجنة تطوير اللوائح وإرسال آرائهم ومقترحاتهم بشأن التطوير وكيفية تذليل العقبات الأمنية والجغرافية، من أجل إجراء انتخابات تتسق مع المؤسسية وتحقق المأمول من نهضة الجماعة وتطورها في هذه اللحظات الفارقة من حياة أمتنا، وبما يساعد في تحقيق أهداف ثورتنا".
وكان "القرضاوي" قد أكد - في بيان له اليوم- أنه أجرى عددا من اللقاءات والمداولات مع طرفي الأزمة في جماعة الإخوان المسلمين من أجل التوسط لرأب الصدع وحل الخلافات بين قيادات الجماعة.
وأكد على ضرورة الالتزام بالمسار الثوري السلمي المقرر والمعتمد من قبل مؤسسات الجماعة وقيادتها، وعلى رأسها مرشد الجماعة ومجلس الشورى العام ومن وصفهم بالقوى الثورية المخلصة.
وأضاف أنه لابد للطرفين من المحافظة على مؤسسات الجماعة، في ضوء تطوير لوائحها، واستكمال مكوناتها، وحسن استثمار طاقات أبنائها وإمكاناتهم، مع التأكيد على مزيد من العناية والاهتمام بمشاركة الشباب والمرأة.
وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على ضرورة التوقف عن التراشق الإعلامي، وعدم إصدار بيانات وقرارات من شأنها تأجيج المشاعر وتعميق الانقسام، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في نصرة المظلومين والدفاع عنهم.