قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الثلاثاء، إنه "كما غادر الاتحاد السوفيتي في يوم من الأيام أفغانستان ذليلا، سيخرج من
سوريا بالذل نفسه".
وتابع إن "العالم تخلى عن ضميره فيما يخص الأزمة السورية، وسيذكر التاريخ تخاذلهم، فمن حول حلب والقرى التركمانية في اللاذقية إلى بركة دم سيدفع الثمن".
وأفصح أوغلو، على أن لدى تركيا وثائق تؤكد قصف
روسيا لأكثر من 6 آلاف موقع تابعة للمدنيين وللمعارضة المعتدلة، إذ قال: "روسيا تستمر باستهداف المدنيين، ولدينا وثائق توضح الأماكن التي استهدفتها روسيا، حيث قصفت 6 آلاف موقع كلها تابعة للمدنيين والمعارضة المعتدلة".
وجدد قوله إن "نظام
الأسد وروسيا يمطران القنابل على منازل المظلومين والأبرياء في سوريا يوميا"، مؤكدا أن تركيا فتحت أبوابها وقلبها لكل الضحايا والمظلومين دون تمييز منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا عام 2011.
وأثنى أوغلو في كلمة له أمام كتلة حزب العدالة والتنمية البرلمانية اليوم على الشعب التركي لاستقباله مليونين ونصف المليون لاجئ منذ خمسة أعوام دون أن أي يتخذ أي موقف معاد لهم، لافتا إلى أن المجتمع الدولي لم يتصرف بنهج مسؤول بشكل كافي حيال أزمة اللاجئين.
وأكد أن نهج بلاده بالوقوف إلى جانب السوريين المظلومين لم ولن يتغير، مضيفا: "قلت للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائي معها أمس، إن هذا الشعب (السوري) صمد لخمس سنوات في وجه جيش نظامي يمارس الظلم عليهم، بواسطة البراميل المتفجرة، وأسلحة القتل الجماعي، ومع ذلك فالشعب لم يستسلم".
وتابع قائلا: "وبعدها تدخلت ميليشيا
حزب الله (اللبناني)، وقوات إيرانية قتالية غير رسمية، وبحسب روايات فإن العديد من الجنرالات الإيرانيين قتلوا في سوريا، وبعد ذلك كله تدخلت روسيا بكل قوتها، كما لا تزال حلب تواصل صمودها أمام إيران وروسيا والنظام".
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن العالم لم يشهد ظلما ومآس كتلك منذ الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أن حلب التي تعد إحدى أهم المدن التي تضم الميراث الثقافي الإسلامي والعالمي تتعرض لهجمات همجية، منوها إلى أن حلب وإعزاز ومحيطهما كانت تتعرض لقصف المقاتلات الروسية بشكل كثيف في وقت كانت تجري فيها محادثات جنيف بخصوص الأزمة السورية.
وذكر داود أوغلو أن قوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب معظهم قادم من إيران ولبنان قطعوا الطريق الواصل بين حلب وتركيا، ويمنعون عبور المساعدات الإنسانية.
وأكد أوغلو أن روسيا تواصل قصف أهداف مدنية لا علاقة لها بالإرهاب، وأن بلاده تمتلك معلومات مكان سقوط كل قذيفة أطلقتها روسيا في سوريا، مشيرا إلى احتمال تدفق نحو 70 ألف نازح نحو الأراضي التركية، في حال استمرت العمليات العسكرية في حلب وريفها.